وفي آخر : أنّ سورة بن كُليب كان من أصحاب الباقر عليهالسلام ، وكأنّه لم يتعيّن الصادق عليهالسلام بعده ، فأخذ يسأل بعض أهل البيت مسائله وفيهم زيد فيجيبوه عن بعضها وليس كلّها حتّى وجد الصادق عليهالسلام يجيبه كأبيه ، وعرفه زيد بذلك فسأله : كيف علمتم أنّ صاحبكم (الصادق) على ما تذكرونه؟ قال سورة : فقلت له : على الخبير سقطت ؛ كنّا نأتي أخاك محمّد بن علي نسأله فيقول : قال الله عزوجل في كتابه وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فلمّا مضى أخوك أتيناكم آل محمّد وأنتم فيمن أتينا فتخبرونا ببعض ولا تخبرونا بكلّ الذي نسألكم عنه! حتّى أتينا ابن أخيك جعفر فقال لنا كما كان قال أبوه. فتبسّم زيد وقال : إنّ قلت هذا فوالله إن كتب عليّ عليهالسلام عنده (١).
وطبيعي أنّ الصادق عليهالسلام يحبّ لعمّه زيد النصر بالفعل وليس الفشل والقتل ، فلمّا نظر إليه يوماً ومعه امّه قال له : يا عمّ اعيذك بالله أن تكون المصلوب بالكُناسة! ولعلّ امّ زيد لم تسمع ذلك من أبيه السجّاد وأخيه الباقر عليهماالسلام فقالت له بقِصر معرفتها به : والله ما يحملك على هذا القول غير الحسد لابني!
فقال عليهالسلام : يا ليته حسدٌ! يا ليته حسد! يا ليته حسدٌ! (بل) حدّثني أبي عن جدّي أنّه قال : يخرج من ولده رجل يقال له زيد يقتل بالكوفة ويُصلب بالكناسة! تفتح لروحه أبواب السماء ويبتهج به أهل السماوات ... ويسرح من الجنة حيث يشاء (٢).
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال : ٣٧٦ ، الحديث ٧٠٦.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ٤٨٠ ، الحديث ١٩٠ الباب ٤٧ وفي أماليه : ٩٤ ، الحديث ٧٢ ، وفيه : تُجعل روحه في حوصلة طير أخضر! وهذا المعنى إنّما هو من أخبار غير الشيعة ، وناقشها البلاغي في مقدّمة تفسيره : آلاء الرحمن. وأيضاً فيه : يخرج من قبره! وقد أحرقوه وذرّوا رماده. فلعلّ ذلك من علائم افتعال الخبر ، والله العالم.