قليلاً ويدعو ، ثم يقوم عن يسار الطريق ويستقبل القبلة ويحمد الله ويُثني عليه ويُصلّي علىٰ النبي صلىاللهعليهوآله ، ثم يتقدّم قليلاً ويدعو ، ثم يرمي الجمرة الثانية الوسطىٰ ، ويصنع عندها كما صنع عند الاُولىٰ ، ويقف ويدعو بعد الحصاة السابعة ، ثم يمضي إلىٰ الثالثة ـ وهي جمرة العقبة ـ يختم بها الرمي ، فيرميها كالأوّلتين ، إلّا أنّه لا يقف عندها ، ولا نعلم فيه خلافاً .
روىٰ العامّة عن عائشة ، قالت : أفاض رسول الله صلىاللهعليهوآله من آخر يومه حين صلّىٰ الظهر ثم رجع إلىٰ منىٰ فمكث بها ليالي التشريق يرمي الجمرة إذا زالت الشمس كلّ جمرة بسبع حصيات يكبّر مع كلّ حصاة ، ويقف عند الاُولىٰ والثانية ، فيطيل القيام ويتضرّع ، ويرمي الثالثة ولا يقف عندها (١) .
ومن طريق الخاصّة : قول الصادق عليهالسلام ـ في الصحيح ـ : « ارم في كلّ يوم عند زوال الشمس وقُلْ كما قلت حين رميت جمرة العقبة ، وابدأ بالجمرة الاُولىٰ ، وارمها عن يسارها في بطن المسيل وقُلْ كما قلت يوم النحر ثم قُمْ عن يسار الطريق ، فاستقبل القبلة واحمد الله وأثن عليه وصلّ علىٰ النبي صلىاللهعليهوآله ، ثم تقدّم قليلاً ، فتدعو وتسأله أن يتقبّل منك ، ثم تقدّم أيضاً وافعل ذلك عند الثانية واصنع كما صنعت بالاُولىٰ وتقف وتدعو الله كما دعوت ، ثم تمضي إلىٰ الثالثة وعليك السكينة والوقار ولا تقف عندها » (٢) .
مسألة ٦٧٩ : أوّل وقت الرمي في هذه الأيّام كلّها من طلوع الشمس إلىٰ غروبها ، قاله أكثر علمائنا (٣) ـ وبه قال طاوُس وعكرمة (٤) ـ لما رواه
__________________
(١) سنن أبي داوُد ٢ : ٢٠١ / ١٩٧٣ ، سنن البيهقي ٥ : ١٤٨ .
(٢) الكافي ٤ : ٤٨٠ ـ ٤٨١ / ١ ، التهذيب ٥ : ٢٦١ / ٨٨٨ .
(٣) منهم : الشيخ المفيد في المقنعة : ٦٦ ، والشيخ الطوسي في النهاية : ٢٦٦ ، والمبسوط ١ : ٣٧٨ ، والمحقّق في شرائع الإسلام ١ : ٢٧٥ .
(٤) الحاوي الكبير ٤ : ١٩٤ .