الفصل الثالث في الوقوف بالمشعر الحرام
وفيه مباحث :
الأوّل : في مقدّماته
مسألة ٥٤١ : إذا غربت الشمس في عرفات ، فليفض منها قبل الصلاة إلىٰ المشعر ويدعو بالمنقول ، ويستحب أن يقتصد في السير ، فيسير سيراً جميلاً بسكينة ووقار ، ويستغفر الله تعالىٰ ويكثر منه ؛ لما رواه العامّة عن جعفر الصادق عليهالسلام عن أبيه عليهالسلام عن جابر عن النبي صلىاللهعليهوآله ـ في حديث طويل ـ : حتىٰ دفع وقد شنق القصواء (١) بالزِّمام حتىٰ أنّ رأسها ليُصيب مَوْرِك رحله (٢) ويقول بيده اليمنىٰ : ( أيّها الناس السكينة السكينة ) (٣) .
ومن طريق الخاصّة : قول الصادق عليهالسلام ـ في الصحيح ـ : « إذا غربت الشمس فأفض مع الناس وعليك السكينة والوقار ، وأفض من حيث أفاض الناس واستغفر الله إنّ الله غفور رحيم ، فإذا انتهيت إلىٰ الكثيب الأحمر عن
__________________
(١) يقال : شنقت البعير : إذا كففته بزمامه وأنت راكب . والقصواء لقب ناقة رسول الله صلىاللهعليهوآله . النهاية ـ لابن الأثير ـ ٢ : ٥٠٦ و ٤ : ٧٥ « شنق » « قصا » .
(٢) المَوْرِك : المرفقة التي تكون عند قادمة الرَّحْل يضع الراكب رجله عليها ليستريح من وضع رجله في الركاب . أراد أنّه كان قد بلغ في جذب رأسها إليه ليكفّها عن السير . النهاية ـ لابن الأثير ـ ٥ : ١٧٦ ـ ١٧٧ « ورك » .
(٣) صحيح مسلم ٢ : ٨٩٠ ـ ٨٩١ / ١٢١٨ ، سنن أبي داود ٢ : ١٨٥ ـ ١٨٦ / ١٩٠٥ ، سنن ابن ماجة ٢ : ١٠٢٦ / ٣٠٧٤ ، سنن الدارمي ٢ : ٤٨ .