فيندفع بأن مفاد النصوص المذكورة اختصاص الآيتين بهم ، لا مجرد نزولها فيهم أو تطبيق أهل الذكر عليهم ، فهما كسائر الآيات المختصة بهم عليهمالسلام كآيات الولاية والمودة والتطهير ، التي لم تمت ، لأنهم عليهمالسلام باقون ما بقي القرآن مرجعا للناس وحجة عليهم.
ومثله دعوى : أن ذلك من التفسير بالباطن الذي لا يمنع من حجية الظهور.
لاندفاعها بأن التفسير بالباطن إنما لا ينافي حجية الظهور إذا لم يرد مورد الردع عنه ، كما هو ظاهر النصوص المذكورة. مع أن كون التفسير المذكور من التفسير بالباطن لا يناسب مساق النصوص المذكورة جدا.
بل بملاحظة ما سبق منا في تقريب عدم اختصاص أهل الذكر بأهل الكتاب يتضح كون التفسير المذكور هو الأقرب بعد التأمل ، لأن الذكر ـ بمقتضى ما سبق وغيره ـ هو الكتب السماوية المنزلة ، والحقيقون بأن يكونوا أهلها هم من أودعت عندهم وعرفوها حق معرفتها ، وقد انحصر ذلك بهم عليهمالسلام بعد أن ورثوا الأنبياء بأجمعهم. وأما علماء أهل الكتاب فهم أهل الذكر ادعاء من دون حقيقة. كما أن علماء المسلمين لما كان علمهم بما كان في الكتاب مبنيا على الاجتهاد والحدس فكونهم من أهله مبني على نحو من التوسع والتسامح ، وانحصار المراد بأحد الفريقين في فهم عامة الناس مبني على الغفلة أو التغافل عن مقام أئمة أهل البيت عليهمالسلام وحقيقة علمهم بالكتاب.
نعم في جملة من النصوص أن الذكر هو رسول الله صلىاللهعليهوآله وأن أهله عليهمالسلام هم أهل الذكر ، واستدل في بعضها (١) على ذلك بقوله تعالى : (قَدْ أَنْزَلَ اللهُ
__________________
(١) الوسائل ج : ١٨ باب : ٧ من أبواب صفات القاضي حديث : ٣١.