للإنسان إلا بنصب الحجة ، فلا يحتاج الاستشهاد في الحديث بالآية الشريفة إلى إرادة الإعلام في الإيتاء فيها ، بل هو بمعنى الإقدار أو الإعطاء.
الثانية : قوله تعالى : (وَما كانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ)(١)
بتقريب ظهورها في عدم تحقق الخذلان إلا بعد البيان ، وحيث كان الخذلان من سنخ الجزاء والمؤاخذة في الدنيا فيتعدى منه للعقاب الأخروي بمناسبة ظهور كون القضية ارتكازية ، فلا تختص بموردها ، كما يناسبه ظهور التركيب المذكور في أن النسبة لا ينبغي أن تقع ، على نحو ما ذكرناه في الآية الأولى. هذا ولو أريد من الإضلال الحكم بالضلال ، أو الإضلال عن الثواب والجنة ـ كما فسره به في مجمع البيان ـ فالأمر أظهر.
ثم إن ظاهر الآية الشريفة لزوم بيان الأحكام الواقعية ، لأنها هي موضوع التقوى ، ويناسبه ما في ذيل معتبر عبد الأعلى المتقدم : «وسألته عن قوله : (وَما كانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ) قال : حتى يعرّفهم ما يرضيه وما يسخطه» (٢) ، ونحوه الموثق عن حمزة بن الطيار (٣). فيناسب الأصل الثانوي الذي هو محل الكلام.
وربما استدل ب آيات أخر قاصرة الدلالة لا مجال لإطالة الكلام فيها.
الثاني : السنة. وقد استدل منها بأحاديث ..
الأول : حديث الرفع
المروي بطرق متعددة ومتون مختلفة زيادة ونقصانا.
منها صحيح حريز عن أبي عبد الله عليهالسلام : «قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : رفع
__________________
(١) سورة التوبة الآية : ١١٥.
(٢) الكافي كتاب التوحيد باب : البيان والتعريف ولزوم الحجة حديث : ٥ ج : ١ ص : ١٦٣.
(٣) الكافي كتاب التوحيد باب : البيان والتعريف ولزوم الحجة حديث : ٣ ج : ١ ص : ١٦٣.