إِلَيْكُمْ ذِكْراً* رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللهِ مُبَيِّناتٍ)(١). وهو مبني على نحو من التكلف ، فيشبه التفسير بالباطن.
إلا أنه لا يبعد أن يكون سلوك ذلك من أجل تجنب الاعتماد في إثبات المطلوب على حقيقة قد لا يعترف بها الخصم ، وهي اختصاصهم بعلم الكتاب ، واللجوء لحقيقة لا تقبل الإنكار وهي كونهم عليهمالسلام أهل النبي صلىاللهعليهوآله. وإلا فقد تضمن بعض النصوص (٢) أن الذكر هو القرآن ـ ولو لأنه أهم الكتب السماوية والمهيمن عليها والذي يجب الرجوع إليه فعلا ـ وأنهم عليهمالسلام أهله.
وهو الظاهر من النصوص الكثيرة المقتصر فيها على كونهم أهل الذكر من دون تنبيه لوجه ذلك.
الآية السادسة : قوله تعالى : (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ)(٣).
وتقريب الاستدلال بها : أن بعض المنافقين المؤذين للنبي صلىاللهعليهوآله بذمه وقول السوء فيه لما خوّف من وصول ذلك له صلىاللهعليهوآله قال : إنه أذن يقبل كل ما يسمع ويصدق كل ما يقال له ، فإذا أنكرنا وحلفنا صدقنا ، فنزلت الآية ورد الله تعالى عليهم بأن تصديقه لكم ليس حقيقيا ، بل صوريا ، وهو خير لكم ، إذ لولاه لأوقع بكم وعاقبكم ، وليس إيمانه الحقيقي إلا بالله تعالى ، وللمؤمنين ، فهم الذين يصدقهم حقيقة ، دونكم. فيدل ذلك على رجحان تصديق المؤمنين وحسن الاعتماد على خبرهم وحجيته.
__________________
(١) سورة الطلاق الآية : ١٠ ـ ١١.
(٢) الوسائل ج : ١٨ باب : ٧ من أبواب صفات القاضي حديث : ٢ ، ١٣.
(٣) سورة التوبة الآية : ٦١.