وحيث عرفت هذا
أولها : أن نصوص المقام مختصة بما إذا تضمن الخبر تحديد ثواب العمل ، لا أصل ترتب الثواب عليه من دون تعيين له ، كما هو ظاهر قوله عليهالسلام في صحيح صفوان : «من بلغه شيء من الثواب على شيء من الخير فعمل به [فعمله. خ. ل] ...» (١) وقوله في صحيح هشام : «من سمع شيئا من الثواب على شيء فصنعه ...» (٢) وقوله عليهالسلام في خبر محمد بن مروان : «من بلغه ثواب من الله على عمل فعمل ذلك العمل ...» (٣).
نعم في صحيح هشام بن سالم الآخر عن أبي عبد الله عليهالسلام : «قال : من بلغه عن النبي صلىاللهعليهوآله شيء من الثواب فعمله كان أجر ذلك له ...» (٤) وقد ذكر شيخنا الأعظم قدسسره أن المراد من : «شيء من الثواب» بقرينة ضمير : «فعمله» وإضافة الأجر له هو الفعل المشتمل على الثواب. وحينئذ فهو بإطلاقه يشمل العمل الذي بلغ ترتب الثواب عليه من دون تحديد. ويعضده إطلاق ما عن الإقبال عن الصادق عليهالسلام : «قال : من بلغه شيء من الخير فعمل به كان له ذلك وإن لم يكن الأمر كما بلغه» (٥).
لكن كما يمكن توجيه الصحيح بما تقدم يمكن إبقاء الثواب فيه على حقيقته ، وحمل ضمير : «فعمله» على الاستخدام ، بأن يراد فعمل ما يوجبه ، وحينئذ يتجه إضافة الأجر إليه. ولا سيما مع قرب اتحاده مع صحيحه الآخر المتقدم الذي لا إطلاق فيه ، والاختلاف بينهما بسبب النقل بالمعنى. وأما مرسل الإقبال فضعفه مانع من الاستدلال به ، ولا سيما مع قرب رجوعه للنصوص المسندة ، وكونه منقولا بالمعنى. ومن هنا لا مجال لاستفادة عموم النصوص ، لما إذا بلغ أصل الثواب من دون تحديد.
__________________
(١) ، (٢) ، (٣) ، (٤) ، (٥) الوسائل ج : ١ باب : ١٨ من أبواب مقدمة العبادات حديث : ١ ، ٦ ، ٧ ، ٣ ، ٩.