عن أمتي تسعة أشياء الخطأ والنسيان وما أكرهوا عليه وما لا يعلمون وما لا يطيقون وما اضطروا إليه والحسد والطيرة والتفكر في الوسوسة في الخلق [الخلوة. خ. ل] ما لم ينطقوا بشفة» (١). وفي بعض طرقه أنها ستة ، منها ما لا يعلمون (٢).
وجه الاستدلال به : أن ظاهره بدوا كون الخطأ والجهل والنسيان سببا في رفع التكليف واقعا ، حيث تقدم في أوائل الفصل الثالث من مباحث القطع إمكان ذلك في الجملة. ولا سيما مع كون الرفع في بقية الفقرات واقعيا. إلا أن ذلك حيث كان منافيا لما هو المتسالم عليه من اشتراك الأحكام بين العالم والجاهل والملتفت والغافل ، فلا بد من حمله على الرفع الظاهري الراجع لعدم اهتمام الشارع بحفظ الحكم الواقعي في ظرف الجهل به المستلزم لعدم وجوب الاحتياط فيه والراجع للبراءة.
بل قد يقرب ذلك بما يناسب السياق في بقية الفقرات بأن مصحح إسناد الرفع للتسعة ليس إلا رفع الكلفة الحاصلة بسببها والثقل الناشئ منها بلحاظ استتباعها العقاب والمؤاخذة ونحوهما مما يترتب على الحكم ولو بضميمة وصوله. إلا أن ذلك مع العلم بالتكليف ـ بسبب العلم بتشريعه وموضوعه ـ مستلزم عرفا لارتفاعه ، للغوية التكليف الواصل عرفا مع السعة من هذه الجهة ، كما هو الحال في الفقرات الستة الأخر. أما في الجهل والخطأ والنسيان فالرفع من الحيثية المذكورة لا يستلزم عرفا ارتفاع الحكم الواقعي ، بل يقتضي التأمين من التبعة المذكورة الذي هو مرجع البراءة من دون أن يستلزم لغوية ثبوت التكليف الواقعي ، فالفرق بين الفقرات ليس في الأمر المرفوع بالمطابقة ، بل
__________________
(١) الوسائل ج : ١١ باب : ٥٦ من أبواب جهاد النفس حديث : ١.
(٢) الوسائل ج : ١٦ باب : ١٦ من أبواب كتاب الأيمان حديث : ٣.