فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ ...) فأمرهم أن ينفروا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فيتعلموا ثم يرجعوا إلى قومهم فيعلّموهم ، إنما أراد اختلافهم من البلدان ، لا اختلافا في دين الله ...» (١) ، وما عن روضة الواعظين للفتال عن النبي صلىاللهعليهوآله : «من تعلم بابا من العلم [عمل به أو لم يعمل] عمن يثق به كان أفضل من أن يصلي ألف ركعة» (٢).
وخبر جميل عن أبي عبد الله عليهالسلام : «سمعته يقول : المؤمنون خدم بعضهم لبعض. قلت : وكيف يكونون خدما بعضهم لبعض؟ فقال : يفيد بعضهم بعضا ... الحديث» (٣).
وصحيح يزيد بن عبد الملك عنه عليهالسلام : «تزاوروا ، فإن في زيارتكم إحياء لقلوبكم ، وذكرا لأحاديثنا ، وأحاديثنا تعطف بعضكم على بعض ، فإن أخذتم بها رشدتم ونجوتم ، وإن تركتموها ضللتم وهلكتم ، فخذوا بها وأنا بنجاتكم زعيم» (٤).
وفي خطبة رسول الله صلىاللهعليهوآله في مسجد الخيف المروية بطرق بعضها معتبر عن أبي عبد الله عليهالسلام : «نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها من لم يسمعها ، فربّ حامل فقه غير فقيه ، وربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه» (٥).
ومرفوعة الكناسي عنه عليهالسلام : «في قول الله عزوجل : (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) قال : هؤلاء قوم من شيعتنا ضعفاء ليس عندهم ما يتحملون به إلينا فيسمعون حديثنا ويقتبسون من علمنا ، فيرحل قوم فوقهم وينفقون أموالهم ويتعبون أبدانهم حتى يدخلوا علينا ، فيسمعون حديثنا فينقلوه إليهم ، فيعيه هؤلاء ويضيعه هؤلاء ، فأولئك الذين يجعل الله لهم
__________________
(١) الوسائل ج : ١٨ باب : ١١ من أبواب صفات القاضي حديث : ١٠.
(٢) الوسائل ج : ١٨ باب : ٤ من أبواب صفات القاضي حديث : ٢٢.
(٣) ، (٤) ، (٥) الوسائل ج : ١٨ باب : ٨ من أبواب صفات القاضي حديث : ٣٧ ، ٣٨ ، ٤٣ ، وقريب منه حديث : ٤٤ من نفس الباب.