واحد تأخذه عن صادق خير لك من الدنيا وما فيها» (١) بناء على أن المراد بالصادق الثقة. أما لو كان المراد به الصادق الواقعي المعلوم الصدق ، وهم الأئمة عليهمالسلام ـ كما هو غير بعيد ـ فهو خارج عن محل الكلام.
الطائفة الخامسة : ما قد يستفاد من مجموعها حجية الخبر ، وإن كان في دلالة كل واحد منها على ذلك نظر. كالمستفيض ، بل المتواتر المتضمن أنه من حفظ أربعين حديثا بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما (٢) فإنه وإن أمكن حمله على الحفظ لأجل تكثير طرق الرواية ليحصل العلم بصدورها لا لحجيتها في نفسها ، إلا أنه يبعد بلحاظ احتياج التواتر لشروط خاصة يصعب المحافظة عليها ، فلو توقف الانتفاع بالرواية على حصول العلم بها قلّت فائدة الحفظ ، وهو خلاف المنساق من هذه الروايات ، خصوصا المروي بطرق متعددة عنه صلىاللهعليهوآله : «من حفظ من أمتي أربعين حديثا ينتفعون بها بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما» (٣) ، والآخر : «من حفظ من أمتي أربعين حديثا مما يحتاجون إليه من أمر دينهم بعثه ...» (٤) لأن المنساق منهما كون تحمل الرواية وبيانها كافيا في حصول الانتفاع وسدّ الحاجة.
ومن ثم لا يبعد اختصاصهما بما إذا كان الحافظ واجدا لشروط الحجية من الثقة والعدالة وغيرها.
ومن هذه الطائفة ما تضمن الأمر بكتابة الحديث وروايته ومذاكرته
__________________
(١) الوسائل ج : ١٨ باب : ٨ من أبواب صفات القاضي حديث : ٦٧ ، وقريب منه حديث : ٦٨ ، ٦٩ ، ٧٠ من نفس الباب.
(٢) الوسائل ج : ١٨ باب : ٨ من أبواب صفات القاضي حديث : ٥ ، ٦ ، ٤٨ ، ٥٤ ، ٥٨ ، ٥٩ ، ٦٠ ، ٦١ ، ٦٢ ، ٦٤ ، ٧١ ، ٧٢.
(٣) الوسائل ج : ١٨ باب : ٨ من أبواب صفات القاضي حديث : ٥٤ ، ٧٢.
(٤) الوسائل ج : ١٨ باب : ٨ من أبواب صفات القاضي حديث : ٦٠.