فتوضأ ، وإياك أن تحدث وضوءا أبدا حتى تستيقن أنك قد أحدثت» (١).
وخبر الحسن بن الجهم : «قلت لأبي الحسن عليهالسلام : أعترض السوق فأشتري خفا لا أدري أذكي هو أم لا؟ قال : صل فيه. قلت : فالنعل؟ قال : مثل ذلك. قلت : إني أضيق من هذا. قال : أترغب عما كان أبو الحسن عليهالسلام يفعله؟!» (٢).
ومرسل الفقيه : «سئل علي عليهالسلام أيتوضأ من فضل وضوء جماعة المسلمين أحب إليك أو يتوضأ من ركو أبيض مخمر؟ فقال : لا ، بل من فضل وضوء جماعة المسلمين ، فإن أحب دينكم إلى الله الحنيفية السمحة السهلة» (٣).
وما عن تفسير النعماني بإسناده عن علي عليهالسلام في حديث طويل يتضمن الحث على التقية : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن الله يحب أن يؤخذ برخصه ، كما يحب أن يؤخذ بعزائمه» (٤).
فإن النصوص المذكورة ونحوها مما يتضمن الحث على التيسير ظاهرة في عدم رجحان الاحتياط ، بل بعضها ظاهر في مرجوحيته.
لكن صحيح البزنطي وأمثاله بصدد التأكيد على حجية السوق ، والردع عن التزام التضييق ، كالخوارج ، فلا ينافي حسن الانقياد بالاحتياط من دون التزام وتضييق. كما قد يحمل موثق بكير على ذلك أيضا. على أنه خاص بمورده ، ولا مجال منه لغيره.
__________________
(١) الوسائل ج : ١ باب : ١ من أبواب نواقض الوضوء حديث : ٧.
(٢) الوسائل ج : ٢ باب : ٥٠ من أبواب النجاسات حديث : ٩.
(٣) الوسائل ج : ١ باب : ٨ من أبواب الماء المضاف والمستعمل حديث : ٣.
(٤) الوسائل ج : ١ باب : ٢٥ من أبواب مقدمة العبادات حديث : ١.