بالوجود الخارجي ، إلاّ أنّ ذلك الاتّصاف في (١) ظرف الحمل على ما هو اللازم فيه من تصوّر الأطراف ، ومع ذلك فليس الحمل عليها في هذه الملاحظة ؛ لامتناع قيام الوجودين بالماهيّة ، بل على نفسها من غير ملاحظة شيء آخر (٢) معها وإن كان لا ينفكّ عن الوجود الذهني واقعا ، ولهذا لا يفرق في ذلك بين العلم بوجودها أو بعدمها أو الشكّ فيهما ، فإنّ من المعلوم اتّحاد الموضوع في هذه الحالات ؛ ضرورة امتناع حمل العدم ، أو نفي الوجود عن الماهيّة الموجودة ، أو التردّد في ذلك.
وإن كان المحمول أمرا وراء الوجود أو (٣) ما هو بمنزلته في اتّصاف الماهيّة به كالعدم من الأمور الوجودية التي تلحق (٤) الموضوع باعتبار وجودها ذهنا أو خارجا كالوجوب والطهارة والرطوبة والقيام والقعود ونحوها ، فالموضوع هو الأمر الموجود على اختلاف المحمولات إمّا ذهنا وإمّا (٥) خارجا ، وذلك أمر ظاهر في غاية الظهور والوضوح.
فما قد يتوهّم (٦) : من عدم اطّراد هذا الشرط في موارد الاستصحاب ؛ لانتقاضه بالاستصحاب في الأمور الخارجية كوجود زيد فإنّ الموضوع لو كان باقيا فلا شكّ في وجوده ، ممّا لا يصغى إليه.
وقد استصعبه (٧) بعضهم فاكتفى عن الشرط المذكور بعدم العلم بارتفاع الموضوع ، وأنت خبير بفساده بعد ما بيّنا المراد (٨) من البقاء ـ وإن أبيت عن ذلك ـ وقلت : إنّ الظاهر من لفظ البقاء هو الوجود ، وعلى تقديره فلا يعقل الشكّ ، فنقول : فعلى ما
__________________
(١) « ج ، م » : إلاّ أنّه في.
(٢) « ز ، ك » : ـ آخر.
(٣) « ج ، م » : و.
(٤) « ج ، م » : يلحق.
(٥) « ز ، ك » : « أو » بدل : « وإمّا ».
(٦) المتوهّم شريف العلماء ، كما في ضوابط الأصول : ٤٣٧ ـ ٤٣٨ ؛ تقريرات درسه للفاضل الأردكاني ( مخطوط ) : ٣٠٨.
(٧) « ج » : استضعفه.
(٨) « ز ، ك » : ـ المراد.