إلاّ بما يمكن ترتّبه من آثار القطع عليه ، والآثار الواقعية (١) غير ممكن اللحوق بشيء آخر كما لا يخفى. وبعبارة أخرى : القطع بالصدور في المتناقضين يصلح قرينة لصرف الظاهر فيهما بواسطة خاصّية في نفس القطع بخلاف ما يقوم مقامه من التنزيلات التعبّدية.
الثاني : أنّ الجمع بين الدليلين على الوجه المذكور ينافي أخبار التخيير ، فإنّ الحكم بانحصار مورد التخيير في الأخبار بما إذا لم يكن الجمع بينهما ممكنا بوجه من الوجوه كأن يكون المعاني المجازية فيهما معلومة (٢) الانتفاء و (٣) غير محتمل الإرادة (٤) خلاف الظاهر ؛ إذ على تقدير وجود مثل هذا المورد فهو في غاية القلّة لا ينبغي أن يحمل هذه الأخبار مع كثرتها واشتهارها وتعاضدها على مثل هذا المورد النادر الذي يكاد أن لا يوجد منها عين ولا أثر ، إذ ما من (٥) لفظ إلاّ ويحتمل معان (٦) مجازية عديدة فكيف يصحّ حملها عليه؟ فإنّ إطلاقها قاض بذلك ومع عدم مساعدة العرف على الحمل كما في العامّ والخاصّ فاللازم (٧) هو الأخذ بالإطلاق ، على أنّ مورد السؤال في بعضها في الأمر والنهي وهو يكشف عمّا ذكرنا.
بقي الكلام في المرتبة الثانية (٨) وهي ما يكفي في رفع التعارض صرف أحد المتعارضين عن ظاهره فقط فيحتاج إلى شاهد ، كما تعارض العامّين (٩) من (١٠) وجه (١١) كما في قولنا : « أكرم العلماء ، ولا تكرم الفسّاق » وما ورد منهم عليهمالسلام من قولهم : « اغسل ثوبك
__________________
(١) « ج ، س » : الواقعة.
(٢) المثبت من « ج » وفي سائر النسخ : معلوم.
(٣) « د » : أو.
(٤) « ج » : للإرادة.
(٥) المثبت من « ج » وفي سائر النسخ : ـ من.
(٦) « ج » : لمعان.
(٧) المثبت من « ج » وفي سائر النسخ : اللازم.
(٨) قدّم المرتبة الثالثة في ص ٥٤٥.
(٩) كذا. والصواب ظاهرا : العامّان.
(١٠) المثبت من هامش « د » وفي النسخ : في.
(١١) « س » : في وجه به.