عن هذه الملاحظة أيضا فهي في هذه المرتبة ليست إلاّ هي فإنّها حينئذ نفس المعنى والماهيّة في نفسها مع قطع النظر عن (١) جميع ما عداها ، وهذا (٢) هو المقسم للاعتبارات اللاحقة للماهيّة (٣) ، ويمايز (٤) القسم بأنّ المعتبر في المقسم ليس إلاّ نفس الماهيّة والقسم هي (٥) الماهيّة (٦) مع الالتفات بكونها نفس الماهيّة من غير اعتبار هذه الملاحظة والالتفات في القسم وإلاّ لكان الماهيّة مأخوذة بشرط شيء ، فالقيود المعتورة (٧) على الماهيّة إنّما تلحق الماهيّة (٨) في هذه المرتبة السارية التي هي مع الكثير كثير ومع الواحد واحد وتتصف بالأمور المتقابلة (٩) في حدود ذواتها كالفصول اللاحقة لها ، وذلك معنى ما قيل من أنّ اللابشرط لا ينافي ألف شرط ويجتمع معها.
فلو فرض لحوق قيد بتلك الطبيعة المطلقة فإمّا أن يراد من اللفظ الدالّ على المطلق تلك الطبيعة المقيّدة ، فذلك وإن لم يوجب تصرّفا في نفس المعنى لما عرفت من عدم تطرّق التغيير (١٠) في الماهيّة المطلقة بواسطة لحوق الشرط والقيد ، إلاّ أنّه يوجب تصرّفا في اللفظ الدالّ على الماهيّة حيث إنّه لم يجعل مرآة للمعنى من حيث هي هي ، بل المقصود باللفظ (١١) كشف الماهيّة المقيّدة ولا ريب في كونه مجازا.
وإمّا أن يراد من اللفظ نفس المعنى ولو حال حصوله مع شرط خاصّ على وجه يكون لتلك (١٢) الخصوصية كاشفا (١٣) آخر غير ما كشف عن نفس المعنى من اللفظ المطلق من عقل أو لفظ ، فممّا لا ينبغي الارتياب فيه كونه حقيقة من دون شائبة
__________________
(١) « س » : في.
(٢) المثبت من « ج » وفي سائر النسخ : هذه.
(٣) « م » : عن الماهيّة.
(٤) « د » : تمايز.
(٥) « ج » : هو.
(٦) « س » : ـ والقسم هي الماهيّة.
(٧) « ج » : المعتبرة.
(٨) « م » : ـ إنّما تلحق الماهيّة.
(٩) « د » : المتضادّة.
(١٠) « د ، م » : التغيّر.
(١١) « د » : من اللفظ.
(١٢) « د ، س » : لذلك.
(١٣) كذا. والصواب : كاشف.