وهلك من هلك من هذه الأمة؟ ... «إلى أن قال :» فبئس ما ذهبتم إليه وحملتم الناس عليه من الجهل بكتاب الله ... وترككم النظر في غريب القرآن من التفسير والناسخ والمنسوخ ... إلى أن قال : كونوا في طلب ناسخ القرآن من منسوخه ، ومحكمه من متشابهه ...» (١).
ورواية إسماعيل بن جابر عنه عليهالسلام في ذمّ الناس : «وذلك أنهم ضربوا القرآن بعضه ببعض ، واحتجوا بالمنسوخ وهم يظنون أنه الناسخ ، واحتجوا بالخاص وهم يقدرون أنه العام ، واحتجوا بأول الآية وتركوا السنة في تأويلها ... فضلوا وأضلوا ...» (٢).
ومرسل شبيب عنه عليهالسلام في حديث : «قال لأبي حنيفة : أنت فقيه [أهل. ظ] العراق؟ قال : نعم. قال : فبم تفتيهم؟ قال : بكتاب الله وسنة نبيه صلىاللهعليهوآله. قال : يا أبا حنيفة تعرف كتاب الله حق معرفته؟ وتعرف الناسخ والمنسوخ؟ قال : نعم.
قال : يا أبا حنيفة لقد ادعيت علما ـ ويلك ـ ما جعل الله ذلك إلا عند أهل الكتاب الذين أنزل عليهم ...» (٣).
ومرسل العياشي عن عبد الرحمن السلمي : «أن عليا عليهالسلام مرّ على قاض فقال : أتعرف الناسخ من المنسوخ؟ قال : لا. فقال : هلكت وأهلكت» (٤).
ومرسله الآخر عنه عليهالسلام في الإنكار على عمر حين أفتى بالمسح على الخفين لدعوى أن النبي صلىاللهعليهوآله قد مسح عليهما ، وفيه : «قال : قبل المائدة أو بعدها؟ قال : لا أدري. قال : فلم تفتي وأنت لا تدري؟. سبق الكتاب الخفين» (٥).
__________________
(١) الوسائل ج : ١٨ باب : ٩ من أبواب صفات القاضي حديث : ٢٣.
(٢) الوسائل ج : ١٨ باب : ١٣ من أبواب صفات القاضي حديث : ٢٣.
(٣) الوسائل ج : ١٨ باب : ١٣ من أبواب صفات القاضي حديث : ٦٢.
(٤) الوسائل ج : ١٨ باب : ٦ من أبواب صفات القاضي حديث : ٢٧.
(٥) تفسير العياشي سورة المائدة ج : ١ ص : ٢٩٧ حديث : ٤٦.