فكيف كان ، فهذه الرواية حجّة صريحة عليه في جريان الاستصحاب في غير ما ذهب إليه ، ولا تنهض قرينة لدفع ما ذكره المحقّق الخوانساري ، لكون الجواز مغيّا بغاية وكذا الوجوب كما هو ظاهر لا سترة (١) فيه ، وبناء على ما حقّقنا من أنّ انتفاء الأعدام بواسطة انتفاء المقتضي يمكن القول بأنّ رواية زرارة المرويّة في التهذيب (٢) قرينة على مذهب المشهور ، فإنّ الطهارة من الأمور العدمية فإنّها عدم القذارة كما لعلّه يشعر بذلك قوله تعالى : ( وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) بعد قوله : ( لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ )(٣) وكذلك الرواية الواردة في باب السهو (٤) ، فإنّ استصحاب عدم الزيادة يصير (٥) قرينة على استصحاب القوم كما لا يخفى بملاحظة هذا التفصيل أيضا.
وعليك بإمعان النظر في المقام وكثرة (٦) التأمّل فيه ، فلعلّه يتّضح (٧) لك من ذلك وجوه (٨) أخر يمكن تأييد مذهب القوم بها (٩) ، فكن على بصيرة من ذلك ، والله الموفّق وهو الهادي (١٠).
__________________
(١) « ج ، م » : لأمره ( ظ ).
(٢) تقدّمت في ص ٩٥.
(٣) الأحزاب : ٣٣.
(٤) تقدّمت في ص ٩٨.
(٥) « ز ، ك » : تصير.
(٦) « ج ، م » : أكثر.
(٧) « ج » : ينفتح ، وفي « ز ، ك » : ينقّح.
(٨) « ج ، م » : وجوها.
(٩) في هامش « م ، ز » : قلت : ستعرف في بعض الهدايات الآتية تصريح الأستاد ( دام ظلّه العالي « م » ) على انطباق الروايات على هذا المذهب كما جنح ( احتجّ « م » ) إليه المحقّق الحلّي أيضا ، ويصرّح أيضا بأنّ الاستصحابات العدمية كلّها ـ سواء كانت معمولة في الألفاظ لتشخيص الأوضاع وتعيين المرادات أو في غير الألفاظ كأصالة عدم التذكية أو عدم انقضاء الشهر مثلا ـ منطبقة عليه ؛ لبقاء المقتضي والشكّ في الرافع ، فلعلّه رجع عمّا أفاد أوّلا في المقام ، وإلاّ فهو بريء عن الغفلة على [ كذا ] هذا ( بهذا « ز » ) الوجه ، فتدبّر. منه ( عفي عنه « ز » ).
(١٠) « ج ، م » : ـ والله ... الهادي.