إلاّ أنّ ذلك لعلّه ممّا لا يساعده كلماتهم وإن كان مطابقا لما حقّقناه في مباحث المتقدّمة ، وإن شئت التفصيل فراجعها.
وتارة : يعتبر الإطلاق من حيث ملاحظة التعيّنات المتبادلة والتشخّصات (١) المتعاقبة ، كما يلاحظ في إطلاق الفرد المنتشر والنكرة (٢) بالنسبة إلى خصوصيات أفراد (٣) الطبيعة التي قيّدت بالفردية المحتملة على وجه لا يضرّ في ذلك اختلاف التعيّنات الطارئة عليها.
وتارة : يعتبر الإطلاق بالنسبة إلى الطبيعة المرسلة التي ليست في نفسها إلاّ نفسها محذوفا عنها جميع ما عداها.
والفرق بين هذين الوجهين ظاهر ؛ إذ هما بعد اشتراكهما (٤) في أنّ الإطلاق فيهما ملحوظ بالنسبة إلى الأفراد ضرورة أنّ الرقبة إنّما (٥) يلاحظ إطلاقها بالنسبة إلى المؤمنة والكافرة ، وكذا قولك : « جاء (٦) رجل » إنّما يلاحظ إطلاق الرجل بالنسبة إلى زيد وعمرو ، إنّما يمتاز الأوّل عن الثاني بأنّ إطلاقه للأفراد بدلي ، بخلاف الثاني فإنّه شمولي لا بمعنى العموم الأصولي ، بل بمعنى الإحاطة دفعة واحدة وذلك ظاهر.
ووجه اختلاف هذين الوجهين للوجه الأوّل أيضا ظاهر لا يكاد يخفى.
وإذ قد عرفت هذه الوجوه فاعلم أنّهم اختلفوا في أنّ تقييد المطلق هل هو (٧) يوجب مجازا في المطلق ، أو لا؟ على أقوال ثالثها ما جنح (٨) إليها بعض المتأخّرين (٩)
__________________
(١) « د » : التعيينات ... التشخيصات.
(٢) سقط قوله « من حيث » إلى هنا من نسخة « س ».
(٣) « س » : ـ خصوصيات أفراد.
(٤) « ج » : التزامهما.
(٥) « ج » : « فيهما » بدل : « إنّما ».
(٦) المثبت من « م » ، وفي سائر النسخ : وجاء.
(٧) « س » : ـ هو.
(٨) « د ، م » : احتجّ.
(٩) نسبه أيضا إلى بعض الأواخر في مشكاة المصابيح : ٣١٥. انظر بحث المطلق والمقيّد من مطارح الأنظار ٢ : ٢٤٩ ، وفي هامشه نسبه إلى صاحب ضوابط الأصول : ٢٢٥ ـ ٢٢٦.