(وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (٩) يَقُولُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (١٠) كَلَّا لَا وَزَرَ) (١١)
لا ملجأ ، فإن تيقنت النفس بورودها على تلك الأهوال ، سهل عليها عند ذلك ركوب شدائد الأعمال ، فراقب يا أخي الأوقات وخف الفوات ، واتق الأوقات ، وقدم ما تحبه بين يديك ، وثق به سبحانه وعول عليه ، فمن إليه الرجوع حتما ، ينبغي للعاقل أن يتخذ عنده يدا.
(إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ) (١٢)
فثبت المقر وجعل إليه المفر إشارة : (كَلَّا لا وَزَرَ) لمن قال لا مفر (إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ) مستقر قلبك ، ومقر لبّك.
(يُنَبَّأُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ (١٣) بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (١٤) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ) (١٥)
انظر أيها الولي الحميم إلى ما يحوك في صدرك ، لا تنظر إلى العوارض ، فإنك بحسب ما يحوك ، فإن حاك الإيمان فأنت مؤمن ، وإن حاك صرف ما وجب به الإيمان إلى ما لا يقتضيه ظاهر الحكم فأنت بحسب ذلك ، وبه يختم لك ، ولا تنظر إلى ما يبدو للناس منك ، ولا تعول إلا على ما يحوك في صدرك ، فإنه لا يحوك في صدرك إلا ما سبق في الكتاب أن يختم به لك ، إلا أن الناس في غفلة عما نبهتهم عليه ، ولا راد لأمره ، ولا معقب لحكمه ، وذلك الذي يحوك في صدرك ، وهو عين تجلي الأمر الذي لك ، وقسمك من الوجود الحق.
(لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ) (١٦)
وذلك أدبا مع أستاذه جبريل عليهالسلام ، فإنه كان يعجل بالقرآن إعلاما بالحال أن الله تولى تعليمه بنفسه من الوجه الخاص الذي لا يشعر به الملك ، ولذلك قال مؤيدا :