(مُطاعٍ) ، ولا يكون مطاعا إلا من له الأمر فيمن يطيعه ، (ثَمَّ أَمِينٍ) قال : بينه وبين الله أسرار لا تعرف منه ، ولا يظهر بها في الدنيا.
(وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ) (٢٢) أي ما ستر عنه شيء.
(وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ) (٢٣)
فإنه محل كشف المقربين ، أراد به الوضوح والبيان والنص الجلي الذي لا يتداخله شك ولا ريب ، وهو نصيب المقربين ، وكان التجلي بالأفق تنبيها على علو الخلق ، أي كل حالة تبقي الإنسان على حالة اعتداله بغير انحراف ، لأن الأفق ما قابل نظرك على الاعتدال.
(وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ) (٢٤)
أي ما بخل بشيء مما هو لكم ، ولا بظنين ، على قراءة ، أي ما يتهم في أنه بخل بشيء من الله هو لكم.
(وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (٢٥) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ) (٢٦)
ـ إشارة لا تفسير ـ فإنني معكم حيثما كنتم.
(إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ) (٢٧)
بما هو الأمر عليه فإنّ العالم كلّه هو عين تجلي الحق لمن عرف الحقّ.
(لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ (٢٨) وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (٢٩)
(وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) أن تشاؤوا ، إلا أنه في حضرة الخيال مشيئة العبد