أموالكم ، فهل لله في أموالكم من حقّ فتؤدّوه إلى وليّه؟ فإن قال لك قائل : لا ، فلا تراجعه ، وإن أنعم لك منهم منعم فانطلق معه ، من غير أن تخيفه أو تعده إلّا خيرا» (١) الحديث.
وخبر غياث ، عن جعفر ، عن أبيه ـ عليهالسلام ـ ، قال : «كان عليّ ـ صلوات الله عليه ـ ، إذا بعث مصدّقه ، قال له : إذا أتيت ربّ المال ، فقل : تصدّق ـ رحمك الله ـ ممّا أعطاك الله ، فإن ولّى عنك فلا تراجعه» (٢).
وفي نهج البلاغة فيما كان يكتبه أمير المؤمنين ـ عليهالسلام ـ ، لمن يستعمله على الصدقات : «ثمّ تقول : عباد الله ، أرسلني إليكم وليّ الله وخليفته لآخذ منكم حقّ الله في أموالكم ، فهل لله في أموالكم من حقّ فتؤدّوه إلى وليّه؟ فإن قال قائل : لا ، فلا تراجعه ، وإن أنعم لك منعم فانطلق معه» (٣) إلى آخره.
(ولم يكن عليه بيّنة ولا يمين) في شيء من ذلك ، كما يدلّ عليه الروايات المزبورة ، مضافا إلى أنّ الزكاة حقّ متعلّق بما في يده وتحت سلطنته.
وله الولاية على إخراجه وتبديله بالقيمة ، وصرفه إلى مستحقّيه ، وتخصيصه ببعض دون بعض ، وليس لأحد معارضته في شيء من ذلك ، فليس لهذا الحقّ مستحقّ خاص ، كي يسوغ له معارضته في شيء من
__________________
(١) الكافي ٣ : ٥٣٦ / ١ ، التهذيب ٤ : ٩٦ / ٢٧٤ ، الوسائل ، الباب ١٤ من أبواب زكاة الأنعام ، الحديث ١.
(٢) الكافي ٣ : ٥٣٨ / ٤ ، الوسائل ، الباب ١٤ من أبواب زكاة الأنعام ، الحديث ٥.
(٣) نهج البلاغة بشرح محمد عبده ٣ : ٢٧ ، الوسائل ، الباب ١٤ من أبواب زكاة الأنعام ، الحديث ٧.