وقد حكي عن الشيخ وغيره حملها على الاستحباب (١) ، ولا بأس به في مقام التوجيه ، فإنّه أولى من الطرح ، وأنسب بما تقتضيه قاعدة المسامحة في أدلّة السنن ، فيحمل ما فيها من الاختلاف على اختلاف المراتب ، والله العالم.
(والصاع تسعة أرطال بالعراقي ، وستّة بالمدني) كما يدلّ عليه صريحا خبر جعفر بن إبراهيم بن محمّد الهمداني ، قال : كتبت إلى أبي الحسن ـ عليهالسلام ـ على يدي أبي : جعلت فداك ، إنّ أصحابنا اختلفوا في الصاع ، بعضهم يقول : الفطرة بصاع المدني ، وبعضهم يقول :بصاع العراقي ، قال : فكتب إليّ : «الصاع ستّة أرطال بالمدني ، وتسعة أرطال بالعراقي» قال : وأخبرني أنه يكون بالوزن ألفا ومائة وسبعين وزنة (٢).
وما رواه في الوسائل عن الحسن بن عليّ بن شعبة في كتاب تحف العقول عن الرضا ـ عليهالسلام ـ في كتابه ، قال : «والعشر من الحنطة والشعير والتمر والزبيب وكلّ ما يخرج من الأرض من الحبوب إذا بلغت خمسة أوسق ـ إلى أن قال ـ والوسق ستّون صاعا ، والصاع تسعة أرطال ، وهو أربعة أمداد ، والمد رطلان وربع بالرطل العراقي».
قال : وقال الصادق ـ عليهالسلام ـ : «هو تسعة أرطال بالعراقي ، وستّة بالمدني» (٣).
__________________
(١) حكاه صاحب الحدائق فيها ١٢ : ١١١ ، وانظر : التهذيب ٤ : ١٨ ذيل الحديث ٤٥ ، والاستبصار ٢ : ١٦ ذيل الحديث ٤٥.
(٢) الكافي ٤ : ١٧٢ / ٩ ، الفقيه ٢ : ١١٥ / ٤٩٣ ، التهذيب ٤ : ٨٣ / ٢٤٣ ، الإستبصار ٢ : ٤٩ / ١٦٣ ، الوسائل ، الباب ٧ من أبواب زكاة الفطرة ، الحديث ١.
(٣) الوسائل ، الباب ٤ من أبواب زكاة الغلّات ، الحديث ٩ و ١٠ ، وانظر : تحف العقول : ٤١٨.