فكبروه في نفوسهم ، فقالوا : إنه ذو الجلال ، أي صاحب الجلال الذي نجده في نفوسنا له ، والإكرام بنا.
(٤٦) سورة الأحقاف مكيّة
بسم اللَّهِ الرحمن الرحيم
(حم (١) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (٢) مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنذِرُوا مُعْرِضُونَ (٣) قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) (٤)
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) ما لفظة تطلق على كل شيء ممن يعقل ومما لا يعقل ، كذا قاله سيبويه ، وهو المرجوع إليه في العلم باللسان ، فإن بعض المنتحلين لهذا الفن يقولون إن لفظة ما تختص بما لا يعقل ومن تختص بمن يعقل ، وهو قول غير محرر ، وقد رأينا في كلام العرب جمع من لا يعقل جمع من يعقل ، وإطلاق ما على من يعقل ، وإنما قلنا هذا لئلا يقال في قوله (ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) إنما أراد من لا يعقل وعيسى عليهالسلام يعقل فلا يدخل في هذا الخطاب ، وقول سيبويه أولى (أَرُونِي ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ) فلو قالوا : عيسى خلق من الأرض طيرا ، فقدم الحق لأجل هذا القول ، أن خلق عيسى للطير كان بإذن الله ، فكان خلقه له عبادة يتقرب بها إلى الله ، لأنه مأذون له في ذلك فقال : (وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيه فيكون طيرا بإذني) فما أضاف خلقه إلا لإذن الله ، والمأمور عبد ، والعبد لا يكون إلها.
(وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ