(وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى) (٥٠)
عاد الأولى هم قوم هود عليهالسلام ، وثمود قوم صالح عليهالسلام ، وفي رواية أنهم قوم إدريس عليهالسلام ، وما طلب منهم إلا أن يقولوا : لا إله إلا الله.
(وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى (٥١) وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى (٥٢) وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى) (٥٣)
وهو أن جبريل عليهالسلام اقتلع أرض قوم لوط من سبع أرضين ، فحملها حتى بلغ بها إلى سماء الدنيا ، حتى سمع أهل السماء نباح كلابهم وأصوات ديكهم ، ثم قلبها وأرسل على الشرار منهم حجارة من سجيل.
(فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى (٥٤) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكَ تَتَمَارَى (٥٥) هَذَا نَذِيرٌ مِّنَ النُّذُرِ الْأُولَى (٥٦) أَزِفَتْ الْآزِفَةُ (٥٧) لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ (٥٨) أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ) (٥٩)
(أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ) يعني من القرآن ، فيما وعظهم به منهم وتوعدهم ووعدهم (تَعْجَبُونَ) تكثرون العجب ، كيف جاء به مثل هذا؟ وما أنزل على عظمائكم كما قالوا : (لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ).
(وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ) (٦٠)
(وَتَضْحَكُونَ) أي تهزؤون منه إذا أتى به ، لأنهم لا يعرفون الحق إلا بالرجال (وَلا تَبْكُونَ) فإن في القرآن ما يبكي من الوعيد ، وما يضحك ويتعجب فيه من الفرح باتساع رحمة الله ولطفه بعباده ، وفي القرآن من الوعيد والمخاوف ما يبكي بدل الدموع دما لمن دبر آياته.