(تَجْرِي بِأَعْيُنِنا) أي بحيث نراها ، يشير الحق بذلك إلى أنه يحفظها ، لأن المحفوظ لا يختفي عنه ، وقال تعالى : (بِأَعْيُنِنا) فكثر دلالة على أنها تجري في حفظ الله من حفظ إلى حفظ ، ووصف الحق نفسه بالأعين لأن مدبر السفينة يحفظها ، والمقدم يحفظها ، وصاحب الرجل يحفظها ، وكل من له تدبير في السفينة يحفظها ، بل يحفظ ما يخصه من التدبير ، فقال تعالى فيها : إنها تجري بأعين الحق ، وما ثمّ إلا هؤلاء ، وهم الذين وكّلهم الله بحفظها ، فكل حافظ في العالم أمرا ما فهو عين الحق ، إذ الحفظ لا يكون إلا ممن لا يغالب على محفوظه ولا يقاوى على حفظه ، والحق تعالى مع بعض عباده بالولاية والعناية والكلاءة والرعاية ، فله تعالى عين في كل أين ، ولذلك قال : (تَجْرِي بِأَعْيُنِنا) فجمع ، والقول الحق إذا جاء صدع ، فكل مدبر عينه ، وكل عامل يده وكونه.
(وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (١٥) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (١٦) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (١٧) كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (١٨) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ (١٩) تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ (٢٠) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (٢١) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (٢٢) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (٢٣) فَقَالُوا أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (٢٤) أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (٢٥) سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَّنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ (٢٦) إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (٢٧) وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاء قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ (٢٨) فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ (٢٩) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (٣٠) إِنَّا