ونظيره من الإنسان النفس ، ومن ذلك البيت المعمور ، ونظيره من الإنسان
القلب ، ومن ذلك الملائكة ونظيرها من الإنسان الأرواح التي فيه والقوى ، ومن ذلك
زحل وفلكه نظيره من الإنسان القوة العلمية والنفس ، ومن ذلك المشتري وفلكه نظيرها
القوة الذاكرة ومؤخر الدماغ ، ومن ذلك الأحمر وفلكه نظيرهما القوة العاقلة
واليافوخ ، ومن ذلك الشمس وفلكها نظيرهما القوة المفكرة ووسط الدماغ ، ثم الزهرة
وفلكها نظيرهما القوة الوهمية والروح الحيواني ، ثم الكاتب وفلكه نظيرهما القوة
الخيالية ومقدم الدماغ ، ثم القمر وفلكه نظيرهما القوة الحسية والجوارح التي تحس ،
فهذه طبقات العالم الأعلى ونظائره في الإنسان ، (وأما عالم الاستحالة) فمن ذلك كرة
الأثير وروحها الحرارة واليبوسة وهي كرة النار ونظيرها الصفراء وروحها القوة
الهاضمة ، ومن ذلك الهواء وروحه الحرارة والرطوبة ونظيره الدم وروحه القوة الجاذبة
، ومن ذلك الماء وروحه البرودة والرطوبة نظيره البلغم وروحه القوة الدافعة ، ومن
ذلك التراب وروحه البرودة واليبوسة نظيره السوداء وروحها القوة الماسكة ، وأما
الأرض فسبع طباق ، أرض سوداء ، وأرض غبراء ، وأرض حمراء ، وأرض صفراء ، وأرض بيضاء
، وأرض زرقاء ، وأرض خضراء ، نظير هذه السبعة من الإنسان في جسمه ، الجلد والشحم
واللحم والعروق والعصب والعضلات والعظام (وأما عالم التعمير) فمنهم الروحانيون
نظيرهم القوى التي في الإنسان ، ومنهم عالم الحيوان نظيره ما يحس من الإنسان ،
ومنهم عالم النبات نظيره ما ينمو من الإنسان ، ومن ذلك عالم الجماد نظيره ما لا
يحس من الإنسان (وأما عالم النسب) فمنهم العرض ثم الكيف ثم الكم ثم الأين ، ثم
الزمان ، ثم الإضافة ، ثم الوضع ثم أن يفعل ثم أن ينفعل ، وكلها تنسب إلى الإنسان
، ومنهم اختلاف الصور في الأمهات كالفيل والحمار والأسد والصرصر ، نظير هذا القوة
الإنسانية التي تقبل الصور المعنوية من مذموم ومحمود ، هذا فطن فهو فيل ، هذا بليد
فهو حمار ، هذا شجاع فهو أسد ، هذا جبان فهو صرصر وعلم الرحمن الإنسان الأسماء ،
والإفصاح عما علمه بقوله :
(عَلَّمَهُ الْبَيَانَ)
(٤)
ـ الوجه الأول
ـ أي القرآن ، وهو عين الهدى ، فإنه قال فيه : (هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ)