فيهما رمز حسن وهما :
إذا قلت يا الله قال لم تدعو؟ |
|
وإن أنا لم أدع يقول ألا تدعو؟ |
فقد فاز باللذات من كان أخرسا |
|
وخصص بالراحات من لا له سمع |
(اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ) (٦١)
فعين الشكر عين النعم ، ومن النعم دفع النقم ، كم نعمة لله أخفاها شدة ظهورها ، واستصحاب كرورها على المنعم عليه ومرورها ، وهم في غفلة معرضون ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون ، بل لا يشعرون ، بل لا يشكرون.
(ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَّا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) (٦٢)
هذا هو التوحيد التاسع والعشرون في القرآن وهو توحيد الفضل ، وهو من توحيد الهوية ، لأنه جاء بعد قوله (إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ) فيكون هذا التوحيد شكرا لما تفضل به الله على الناس ، فإن الخالق مع المخلوقين حيث كانوا لا يفارقهم ، لأنّ مستند الخلق إنما هو للاسم الخالق استنادا صحيحا لا شك فيه ، وإن كان هذا الاسم يستدعي عدة معان يطلبها ، أعني الاسم الخالق بذاته ، لكل معنى منها أثر في المخلوق لا في الخالق ، فالخالق لهذه المعاني كالجامع خاصة ، وأثرها في المخلوق لا فيه.
(كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (٦٣) اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (٦٤) هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (٦٥)