الأذناب من زمان بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم (رُجُوماً لِلشَّياطِينِ) بالشهب ، فإن الشياطين ـ وهم كفار الجن ـ لهم عروج إلى السماء الدنيا يسترقون السمع ، فقعدت الشهب على النقب ، فرمت الشياطين من قبل وعن جنب (وَأَعْتَدْنا لَهُمْ عَذابَ السَّعِيرِ) السعير أحد الأبواب السبعة لجهنّم ، وصف الحق في كتابه العزيز والسنة صفات من يدخلها ، وكذلك باقي الأبواب السبعة ، فإن الأبواب سميت بصفات ما وراءها مما أعدت له ، ووصف الداخلون فيها بما ذكر الله تعالى.
(وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (٦) إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ) (٧)
فإن جهنم لها نفسان ، فما كان من سموم وحرور فهو من نفسها ، وما كان من برد وزمهرير فهو من نفسها ، وهي تأتي يوم القيامة بنفسها تسعى إلى الموقف تفور.
(تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ) (٨)
(تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ) على أعداء الله (كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ) فمن كان من أهل الإيمان وقاه الله من شرها وسطوتها.
(قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (٩) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (١٠) فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ (١١) إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (١٢) وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (١٣) أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) (١٤)