(وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (٤١) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (٤٢) تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (٤٣) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (٤٤) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ) (٤٥)
فإن اليمين محل الاقتدار والقوة.
(ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ) (٤٦)
توعد الله عباده أشد الوعيد إذا هم افتروا على الله الكذب ، وهذا الحكم سار في كل من كذب على الله ، قيل لرسول الله صلىاللهعليهوسلم : أيزني المؤمن؟ قال : نعم ؛ قيل : أيشرب المؤمن؟ قال : نعم ؛ قيل أيسرق المؤمن؟ قال : نعم ، قيل له : أيكذب المؤمن؟ قال : لا ؛ وقد ورد فيمن يكذب في حلمه أنه يكلف أن يعقد بين شعيرتين من نار وما هو بقادر.
(فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (٤٧) وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ (٤٨) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ (٤٩) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (٥٠) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ) (٥١)
العلم الذي هو حق اليقين هو الذي لا يتطرق إليه تهمة ، فحق اليقين هو حق استقراره في القلب ، أي لا يزلزله شيء عن مقره ، وحق استقراره هو حكمه الذي أوجبه على العلم وعلى العين ، فلا يتصرف العلم إلا فيما يجب له التصرف فيه ، ولا تنظر العين إلا فيما يجب لها النظر إليه وفيه ، فذلك هو حق اليقين.
(فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) (٥٢)