الذي يستر وجهها ، فبان للبصر ما هي عليه الصور من الحسن والقبح ، وسمى السفر سفرا لأنه يسفر عن أخلاق الرجال ، معناه أنه يظهر ما ينطوي عليه كل إنسان من الأخلاق المذمومة والمحمودة.
(إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ (٣٥) نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ (٣٦) لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (٣٧) كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) (٣٨)
أي قيدها كسبها ، فإن الله ما كلف أحدا إلا بحاله ووسعه ، ما كلف أحدا بحال أحد قال صلىاللهعليهوسلم [إنما هي أعمالكم ترد عليكم] إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر.
(إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ) (٣٩)
يريد يمين المبايعة التي بيدها الميثاق لا يمين الجارحة.
(فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءلُونَ (٤٠) عَنِ الْمُجْرِمِينَ) (٤١)
ووصف تعالى أهل سقر إذا قيل لهم.
(مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (٤٢) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (٤٣) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (٤٤) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (٤٥) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ) (٤٦)
فيدخلون بهذه الصفات من باب سقر ، أحد أبواب جهنم السبعة.
(حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (٤٧) فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ) (٤٨)
قال تعالى (لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً) فإنهم في ذلك اليوم يعرفون ، بل عند موتهم ، أنهم ليسوا ممن يقبل كلامهم.