النار الذين هم أهلها ، بما أودع الله عليهم في الأفلاك وحركات الكواكب من الأمر الإلهي ، والنجوم هنا هي السبعة الدراري تكون مطموسة الأنوار ، فهي كواكب لكنها ليست بثواقب ـ الوجه الثاني ـ (فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ) أي نزع الله نورها في أعينهم ، طالعة على أهل النار وغاربة ، كما تطلع على أهل الدنيا في حال كسوفها ، فهي مطموسة في أعينهم ، فعلى ما هو الأمر في نفسه هم الذين طمس الله أعينهم إذا شاء عن إدراك الأنوار التي في المنيرات ، فالحجاب على أعينهم ، فيشهد أهل النار أجرام السيارة طالعة عليهم وغاربة ، ولا يشهدون لها نورا ، لما في الدخان من التطفيف ، فكما كانوا في الدنيا عميا عن إدراك أنوار ما جاءت به الشرائع من الحق ، كذلك هم في النار عمي عن إدراك أنوار هذه السيارة وغيرها من الكواكب ، فإذا طمست النجوم ، علم عند ذلك ما فات الناس من العلوم.
(وَإِذَا السَّمَاء فُرِجَتْ (٩) وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (١٠) وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (١١) لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (١٢) لِيَوْمِ الْفَصْلِ (١٣) وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ (١٤) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (١٥) أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ (١٦) ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ (١٧) كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (١٨) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (١٩) أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاء مَّهِينٍ) (٢٠)
وإهانته ذلته.
(فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ (٢١) إِلَى قَدَرٍ مَّعْلُومٍ (٢٢) فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ (٢٣) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (٢٤) أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا) (٢٥) الكفت الضم.
(أَحْيَاء وَأَمْوَاتًا) (٢٦) أي تضم الأحياء على ظهرها والأموات في بطنها.
(وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاء فُرَاتًا (٢٧) وَيْلٌ يوْمَئِذٍ