(وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (١٤) يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (١٥) وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (١٦) وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (١٧) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (١٨) يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ) (١٩)
(٨٣) سورة المطفّفين مكيّة
بسم الله الرّحمن الرّحيم
للقراء في مثل هذه السورة مذهب مستحسن فيمن يثبت البسملة من القراء ، وفيمن يتركها كقراءة حمزة ، وفيمن يخيّر فيها كقراءة ورش ، والبسملة إثباتها عنده أرجح ، فأثبتناها عند قراءتنا بحرف حمزة لما فيه من قبح الوصل بالقراءة ، وهو أن يقول (وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ) (وَيْلٌ) فبسملوا هنا ، وأما مذهبنا فيه فهو أن يقف على آخر السورة ، ويقف على آخر البسملة ، ويبتدىء بالسورة من غير وصل.
(وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ (١) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (٢) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (٣) أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ (٤) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (٥) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) (٦)
سمي يوم القيامة بالقيامة لقيام الناس فيه من قبورهم لرب العالمين في النشأة الآخرة ، ولقيامهم أيضا إذا جاء الحق للفصل والقضاء والملك صفا صفا ، قال الله تعالى (يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ) من قبورهم (لِرَبِّ الْعالَمِينَ) أي من أجل رب العالمين ، حين يأتي بالاسم الرب ، إذ كان الرب المالك ، فله صفة القهر وله صفة الرحمة ، ولم يأت بالاسم الرحمن لأنه لابد