(هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ (٥) أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (٦) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (٧) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (٨) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (٩) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (١٠) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (١١) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (١٢) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (١٣) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) (١٤)
يعني على الجسور المضروبة على الصراط على جهنم ، وهي أدق من الشعر وأحد من السيف ، وهناك ملائكة يرصدون الخلق عليها ، ليسأل الحق العبد ـ راجع البقرة آية ـ ٢١٠ ـ.
(فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ) (١٥)
وهو الحيوان الذي في صورة الإنسان ، فإنه تعالى أردف قائلا :
(وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (١٦) كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ) (١٧)
من يمسح على رأس يتيم كان له بكل شعرة حسنة ، وليس ذلك لغير اليتيم لعدم الناصر الظاهر.
(وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ) (١٨)
المسكين قد بالغ الله فيه بالضعف ، فهو صاحب ضعفين : ضعف الأصل وضعف الفقر ، وهو من سكن تحت مجاري الأقدار ، ونظر إلى ما يأتي به حكم الله في الليل والنهار ، واطمأن بما أجرى الله به وعليه ، وعلم أنه لا ملجأ من الله إلا إليه ، وأنه الفعال لما يريد ،