(الْجِنَّةِ) يعني بهاهنا الشياطين ، ولو لا تنبيه الشارع على لمة الشيطان ووسوسته في صدور الناس ، ما علم غير أهل الكشف أن ثمّ شيطانا (وَالنَّاسِ) شياطين الإنس قال تعالى (شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ) فشرّك بينهما في الشيطنة ، فإن شياطين الإنس لهم سلطان على ظاهر الإنسان وباطنه ، وشياطين الجن هم نواب شياطين الإنس في بواطن الناس ، وشياطين الجن هم الذين يدخلون الآراء على شياطين الإنس ويدبرون دولتهم ، فيفصلون لهم ما يظهرون فيها من الأحكام :
إذا عذت بالرحمن في كل حالة |
|
تعوذ بما جاء في سورة الفلق |
وفي سورة الناس التي جاء ذكرها |
|
إلى جنبها تتلى كما عاذ من سبق |
وإن عذت عذ بالرب إن كنت مؤمنا |
|
بما جاء في القرآن فانظر تعذ بحق |
فما ذكر التعويذ إلا بربنا |
|
فكن تابعا لا تتبع غير من صدق |
انتهت النسخة الأولى في يوم الأحد الحادي عشر من ربيع الأول عام ١٣٨٧ الموافق الثامن عشر من حزيران عام ١٩٦٧ بدمشق وانتهى التصحيح للنسخة الثانية المعدلة في يوم السبت التاسع عشر من ربيع الأول عام ١٣٩٦ الموافق العشرين من آذار عام ١٩٧٦ بدمشق. وانتهت المراجعة الثالثة والأخيرة يوم الجمعة العاشر من شعبان عام ١٤٠٩ ه الموافق للسابع عشر من آذار عام ١٩٨٩ بدمشق وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
محمود محمود الغراب