(وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ) (٢٨)
وذلك من آثار البسط الإلهي لعباده ، واتساع مغفرته وعموم فضله.
(وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاء قَدِيرٌ (٢٩) وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ) (٣٠)
ما أصابت المصائب من أصابته إلا جزاء بما كسبت يده ، مع كون الله تعالى يعفو عن كثير ، وقوله تعالى : (وَما أَصابَكُمْ) الآية ، ما ظهر من الفتن والخراب والحروب والطاعون ، فهو كله جزاء بأعمال عملوها ، فاستحقوا بذلك ما ظهر من الفساد في البر والبحر (وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ) مما لو شاء آخذ به عباده ـ راجع المائدة آية (١٥).
(وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (٣١) وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (٣٢) إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) (٣٣) تسري بها الريح.
يقول الحق في حق راكب البحر إذا اشتد عليه الريح وبرد ، فبما فيها من النعمة يطلب منه الشكر عليها ، وبما فيها من الشدة والخوف يطلب منه الصبر ، فيقول : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ) وهو ما ابتلي به من الريح لسوق الجواري في البحر : (لِكُلِّ صَبَّارٍ) لما فيها من الأمر المفزع الهائل (شَكُورٍ) لما فيها من الفرح والنعمة بالوصول إلى المطلوب بسرعة.