منهما ما تلبّس بالمبدإ بالفعل ، فإذا أمسكت السائمة عن الرعي ، ونامت أو تلبّست بالعلف ، يصحّ أن يقال : إنّها بالفعل ليست بسائمة ، بل نائمة ، أو معلوفة ، أو غير ذلك من الأوصاف المتلبّسة بها فعلا ، وهكذا الكلام في المعلوفة.
وقد تطلقان ويراد منهما الاتّصاف بحسب ما جرت عادتهما عليه من السوم أو الرعي.
وهذا المعنى هو المتبادر من إطلاق لفظ السائمة أو المعلوفة على الإطلاق ، فإذا قيل : إنّ فلانا عنده خمسون إبلا سائمة ، لا يتبادر منه إلّا إرادتها بهذا المعنى ، وهذا ممّا لا ينافيه الإمساك عن السوم ولا التلبّس بضدّه من مثل النوم والشرب وغيرهما ، بل ولا العلف اليسير لعارض ، فإنّه لو علف هذه الإبل في يوم أو بعض يوم لعارض ، ثمّ سئل عن أنّ هذه الإبل التي عندك أهل هي سائمة أو معلوفة ، لأجاب بأنّها سائمة ، ولكن علفتها في هذا اليوم أو في الأمس ، ولا يخرج بذلك عرفا عن مصداق السائمة بالمعنى الذي يراد من إطلاقها.
لا يقال : إنّ مقتضى ذلك عدم انقطاع السوم بالشهر والشهرين أيضا إذا كان لعارض مستمرّ ، فإنّه يصحّ أن يقال : إنّها بالذات سائمة ، ولكن علفتها في هذا الشهر لكذا.
لأنّا نقول : فرق بين العلف في زمان يعتدّ به كالاسبوع والأسبوعين ، فضلا عن الشهر والشهرين ، وبين العلف يوما ، فإنّه لا يصحّ في الأول الجواب بأنّها سائمة على الإطلاق بلا استدراك ، بخلاف الثاني ، لا لأجل أنّ العلف اليسير ملحق بالعدم عرفا ، كي يكون إطلاق السائمة معه مبنيّا على المسامحة العرفيّة ، بل لأجل أنّ حصوله في خلال السوم ـ كحصول الرعي اليسير في مدّة كونها معلوفة ـ ليس منافيا لما يفهم عرفا من إطلاق