بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف خلقه وأفضل بريته محمد وأهل بيته الطاهرين ، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين.
وبعد ، لا يخفى على أصحاب الفضيلة والعلم وذوي الخبرة والاختصاص بالفقه الإمامي ما مرّ به هذا العلم من أدوار تكاملية منذ انقطاع عصر التشريع وشروع عصر الغيبة وإلى يومنا هذا ، فبعد أن كان هذا العلم لا يتجاوز ذكر النصوص والروايات أو الإفتاء بمضامينها في بداية عصر الغيبة الصغرى نجد أنّ هذا العلم قد ازداد عمقا وسعة في المراحل البعدية ، وكان ذلك بسبب تعمّق وتكامل المباني الأصولية التي يرتكز عليها الفقه الإمامي وانتقال الخيرات العلميّة من فقيه سابق إلى فقيه لا حق ، فكتبت الموسوعات الفقهية وصنّفت العشرات من الكتب الاستدلالية المعمّقة على يد سلسلة من الفقهاء العظام الذين أتعبوا أنفسهم الشريفة وتحمّلوا الشدائد وألوان المصاعب في سبيل حفظ الشريعة الغرّاء وصون أحكامها من التغيير والتبديل.
وكتاب «مصباح الفقيه» الماثل بين يديك ـ عزيزنا القارئ ـ هو عطاء رشحت به يراعه المحقّق الكبير والفقيه النحرير الفقيه الأصوليّ الشيخ رضا الهمداني قدّس الله نفسه الزكيّة ، وفضل هذا الكتاب ومؤلّفه أشهر من أن يخفى على أهل العلم والتحقيق.