(الْجَبَّارُ) بجبركم على ما يريد ، فلا يتكبر على الله فيما بينه وبين الله أحد من خلق الله هذا محال وقوعه ، والقدر الذي وقع عليه التحجير الظاهر ، عليه وقع الذم لمن انتهكه وأضافه إلى نفسه ، وكذبوا على الله فيه ، فلا يدخل قلب إنسان الكبر على الله ، ولكن يدخله الكبر على خلق الله ، وهو الذي يزال منه ، وحينئذ يدخل الجنة ، فإنه لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال حبة من كبر على غير الله حتى يزال ، وأما على الله فمحال ، فإن الله قد طبع على القلوب التواضع له وإن ظهر من بعض الأشخاص صورة الكبرياء على الله ، وهو الذي جاءت به الوسائط وهم الرسل عليهمالسلام من الله لا على الله ، فإنه يستحيل الكبرياء من المخلوق عليه ، لأن الافتقار ذاتي ولا يمكن للإنسان أن يجهل ذاته :
العلم أفضل ما يقنى ويكتسب |
|
والعلم أزين ما حلّى النفوس به |
بالعلم يطبع رب العالمين على |
|
قلب العبيد فلا كبر يحل به |
لأنه يجد الأبواب مغلقة |
|
بفطرة هو فيها أو مكسبه |
قل كيف شئت فإن الأمر يقلبه |
|
ولا تخف من غوي في تطلبه |
وكيف يدخل كبر من حقيقته |
|
فقر وعجز وموت عند منتبه؟ |
شخص يرى قرصة البرغوث تؤلمه |
|
إلى مكاره يلقى في تقلبه |
فالحس يعلم هذا من يقوم به |
|
لدى إقامته أو حال مذهبه |
(كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ) فهو المتكبر سبحانه الجبار ، والعبد إذا اتصف بما تناقض حقيقته من أوصاف العظمة والكبرياء التي تستحقها الربوبية ، يقع في سخط الله ، فلهذا قال صلىاللهعليهوسلم : [أعوذ بك منك] أي أن أكون متكبرا جبارا ، فهو يستعيذ من كبريائه أن يقوم به بكبريائه سبحانه.
لقد طبع الله القلوب بطابع |
|
من الطبع حتى لا يداخلها الكبر |
وكيف يكون الكبر في قلب عاجز |
|
ذليل له من ذاته العجز والفقر |
(وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (٣٦) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ