بني سليم. وحكى سعيد بن عمرو الهذلي : أن أفلح سادنها لما حضرته الوفاة ، دخل عليه أبو لهب ، يعوده وهو حزين ، فقال : ما لي أراك حزينا؟ قال : أخاف أن تضيع العزى بعدي ، فقال له : لا تحزن ، فأقوم عليها بعدك. فجعل أبو لهب يقول لكل من لقي : إن تظهر العزى كنت قد أخذت عندها يدا ، وإن يظهر محمد على العزى ـ وما أراده يظهر ـ فابن أخي ، فأنزل الله تعالى (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ). وجاء حسان بن ثابت الأنصاري إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وهو في المسجد ، فقال : يا رسول الله أئذن لي أن أقول ، فإني لا أقول إلا حقا ، فقال : قل ، فأنشأ يقول.
شهدت بإذن الله أن محمدا |
|
رسول الذي فوق السماوات من عل |
فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : وأنا أشهد. فقال حسان :
وأن أبا يحيى ويحيى كليهما |
|
له عمل في دينه متقبل |
فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : وأنا أشهد. فقال حسان :
وأن الذي عادى اليهود ابن مريم |
|
رسول أتى من عند ذي العرش مرسل |
فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : وأنا أشهد فقال حسان :
وأن أخا الأحقاف إذ يعذلونه |
|
يجاهد في ذات الإله ويعدل |
فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : وأنا أشهد. فقال حسان :
وأن التي بالجزع من بطن نخلة (١) |
|
ومن دانها فل عن الحق معزل |
وكان سدنة العزى بنو شيبان بن سليم ، حلفاء بني هاشم ، وكانت قريش وبنو كنانة ، وخزاعة ، وجميع مضر ، تعظمها ، فإذا فرغوا من حجهم وطوافهم بالكعبة ، لم يحلّوا حتى يأتوا العزّى ، فيطوفون بها ويحلّون عندها ، ويعكفون عندها يوما.
(وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى) (٢٠)
__________________
(١) قال سفيان : يعني العزى.