المشاهدة ، فيأتيهم رسول من الله يقول لهم : تأهبوا لرؤية ربكم جل جلاله ، فها هو يتجلى لكم ؛ فيتأهبون ، فيتجلى الحق جل جلاله وبينه وبين خلقه ثلاثة حجب : حجاب العزة ، وحجاب الكبرياء ، وحجاب العظمة ، فلا يستطيعون نظرا إلى تلك الحجب ، فيقول الله ، جل جلاله لأعظم الحجبة عنده. ارفعوا الحجب بيني وبين عبادي حتى يروني ، فترفع الحجب ، فيتجلى لهم الحق جل جلاله خلف حجاب واحد في اسمه الجميل اللطيف إلى أبصارهم ، وكلهم بصر واحد ، فينفهق عليهم نور يسري في ذواتهم فيكونون به سمعا كلهم ، وقد أبهرهم جمال الرب ، وأشرقت ذواتهم بنور ذلك الجمال الأقدس ؛ فيقول الله جل جلاله : سلام عليكم عبادي ومرحبا بكم ، حياكم الله ، سلام عليكم من الرحمن الرحيم الحي القيوم ، طبتم فادخلوها خالدين ، طابت لكم الجنة فطيبوا أنفسكم بالنعيم المقيم ، والثواب الكريم ، والخلود الدائم ، أنتم المؤمنون الآمنون ، وأنا الله المؤمن المهيمن ، شققت لكم اسما من أسمائي ، لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون ، أنتم أوليائي وجيراني وأصفيائي وخاصتي وأهل محبتي وفي داري ، سلام عليكم يا معشر عبادي المسلمين ، أنتم المسلمون وأنا السلام وداري السلام ، سأريكم وجهي كما سمعتم كلامي ، فإذا تجليت لكم وكشفت عن وجهي الحجب فاحمدوني وادخلوا إلى داري غير محجوبين عني بسلام آمنين ، فردوا علي ، واجلسوا حولي ، حتى تنظروا إلىّ ، وتروني من قريب فاتحفكم بتحفي ، وأجيزكم بجوائزي ، وأخصكم بنوري ، وأغشيكم بجمالي ، وأهب لكم من ملكي وأفاكهكم بضحكي ، وأعلفكم بيدي وأشمكم روحي ، أنا ربكم الذي كنتم تعبدوني ولم تروني ، وتحبوني وتخافوني ، وعزتي وجلالي وعلوي وكبريائي وبهائي وسنائي إني عنكم راض ، وأحبكم وأحب ما تحبون ، ولكم عندي ما تشتهي أنفسكم ، وتلذ أعينكم ، ولكم عندي ما تدعون وما شئتم وكل ما شئتم فاسألوني ولا تحتشموا ، ولا تستحيوا ولا تستوحشوا ، وإني أنا الله الجواد الغني الملي الوفي الصادق ، وهذه داري قد أسكنتكموها ، وجنتي قد أبحتكموها ، ونفسي قد أريتكموها ، وهذه يدي ذات الندى والطل مبسوطة ممتدة عليكم لا أقبضها عنكم ، وأنا أنظر إليكم لا أصرف بصري عنكم ، فاسألوني ما شئتم واشتهيتم ، فقد آنستكم بنفسي ، وأنا لكم جليس وأنيس ، فلا حاجة ولا فاقة بعد هذا ، ولا بؤس ولا مسكنة ، ولا ضعف ولا هرم ، ولا سخط ولا حرج ، ولا تحويل أبدا سرمدا ، نعيمكم