المطر للأرض ليس سوى بخارها ، صعد منها بخارا ، ثم نزل إليها ماء ، فتغيرت صورته لاختلاف المحل.
(لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (١٥) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (١٦) إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (١٧) يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا) (١٨)
الصور قرن من نور ، اتساعه في علين ، وفيه ما أعطى الله من الدرجات لأصحاب اليمين ، وضيقه في سجين في أسفل سافلين ، وفيه ما أودع الله من الدركات للمحجوبين.
(وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَابًا (١٩) وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا (٢٠) إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (٢١) لِلْطَّاغِينَ مَآبًا) (٢٢)
الطاغي المرتفع ، فمن ادعى الرفعة والارتفاع جعله الله في نقيض دعواه ، فرده إلى أصله من البعد في جهنم ، وهي من جهنام ، يقال : بئر جهنام إذا كانت بعيدة القعر ، فمرجع الطاغين إلى جهنم ، فينزلون إلى قعرها.
(لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا) (٢٣)
أحقابا بوزن أفعال ، وهو من أوزان جمع القلة ، والحقبة السنة ، والعشرة آخر نهاية الأحقاب ، فأرجو أن يكون المآل إلى الرحمة في أي دار شاء ، فإن المراد أن تعم الرحمة الجميع حيث كانوا :
مراتب النار بالأعمال تمتاز |
|
وليس فيها اختصاصات وأنجاز |
بوزن أفعال قد جاء العذاب له |
|
بشرى وإن عذبوا فيها بما حازوا |
(لَّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (٢٤) إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (٢٥) جَزَاء وِفَاقًا) (٢٦) لا ينقص ولا يزيد.