يرجع عدوك صديقا فتأمنه |
|
ولا تخف منه إضرارا ولا ضررا |
وما يلقاها إلا صابر وله |
|
حظ من العلم لمّا أمعن النظرا |
(وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٣٦) وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) (٣٧)
لما كانت حاجة الخلق إلى الليل ليسكنوا فيه ويتخذوه لباسا يحول بينهم وبين عين الناظرين ، وإلى النهار ليتسببوا فيه في تحصيل أقواتهم ، ورأوا أن الشمس يكون النهار بطلوعها ويكون الليل بغروبها ، نسبوا وجود الليل والنهار إليها فعبدوها ، وهم الشمسية ، فقال تعالى : (وَمِنْ آياتِهِ) الضمير يعود على الله (اللَّيْلُ وَالنَّهارُ) وإن حدث عن الشمس فما هو من آياتها بل هو من آياتي ، ثم قال (وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) فإذا كانت عبادتكم للشمس والقمر لما ظهر عنها من علل ، فأنا خالق هذه الآيات دلالات عليّ (لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ) فاسجدوا لله الذي خلقهن ، فجمع الليل والنهار والشمس والقمر في الضمير ، وغلب هنا التأنيث على التذكير ، لأن الليل والنهار والشمس والقمر منفعلون لا فاعلون ، وجمعهن جمع من يعقل من المؤنث ، ينبه بذلك أيضا على نقص الدرجة التي تنبغي للذكورية ، ولم يقل خلقهم حتى لا يعظم قدرهم بتغليب التذكير عليهم ، فإن العرب تغلب المذكر على المؤنث في كلامها ، تقول : زيد والفواطم خرجوا ، ولا تقول : خرجن ، فإن الله الذي خلقهن أولى بأن تعبدوه منهن ، لأن مرتبة الفاعل فوق مرتبة المنفعل ، فالحق أولى وأحق أن يعبد ممن له النقص من طريقين ، من كونه مخلوقا ومن كونه مؤنثا.
(فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ) (٣٨)