واليبوسة ، نظيره السوداء وروحها القوة الماسكة ، وأما الأرض فسبع طباق ، أرض سوداء ، وأرض غبراء ، وأرض حمراء ، وأرض صفراء ، وأرض بيضاء ، وأرض زرقاء ، وأرض خضراء ، نظير هذه السبعة من الإنسان في جسمه ، الجلد والشحم واللحم والعروق والعصب والعضلات والعظام ـ وأما عالم التعمير ـ فمنهم الروحانيون ، نظيرهم القوى التي في الإنسان ، ومنهم عالم الحيوان نظيره ما يحس من الإنسان ، ومنهم عالم النبات ، نظيره ما ينمو من الإنسان ، ومن ذلك عالم الجماد ، نظيره ما لا يحس من الإنسان ـ وأما عالم النسب ـ فمنهم العرض نظيره الأسود والأبيض والألوان والأكوان ، ثم الكيف نظيره الأحوال مثل الصحيح والسقيم ، ثم الكم نظيره الساق أطول من الذراع ، ثم الأين نظيره العنق مكان للرأس ، والساق مكان للفخذ ، ثم الزمان نظيره حركت رأسي وقت تحريك يدي ، ثم الإضافة نظيرها هذا أبي فأنا ابنه ، ثم الوضع نظيره لغتي ولحني ، ثم أن يفعل نظيره أكلت ، ثم أن ينفعل نظيره شبعت ، ومنهم اختلاف الصور في الأمهات كالفيل والحمار والأسد والصرصر ، نظير هذا القوة الإنسانية التي تقبل الصور المعنوية من مذموم ومحمود ، هذا فطن فهو فيل ، هذا بليد فهو حمار ، هذا شجاع فهو أسد ، هذا جبان فهو صرصر أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد ، وهو إحسان الله ، فهو رؤية عباده في حركاتهم وتصرفاتهم ، فشهوده لكل شيء هو إحسانه ، فإنه بشهوده يحفظه من الهلاك ـ خلاصة وتحقيق ـ لما تحير العارفون فيه فيقولون في وقت : هو ، وفي وقت : ما هو. وفي وقت : هو ما هو ، فلا تستقر لهم فيه قدم ، ولا يتضح لهم إليه طريق أمم ، لأنهم يشهدونه عين الآية والطريق ، فتحول هذه المشاهدة بينهم وبين طلب غاية الطريق ، إذ لا تسلك الطريق إلا إلى غاياتها ، والمقصود معهم وهو الرفيق ، فلا سالك ولا سلوك ، فتذهب الإشارات وليست سواه ، وتطيح العبارات وما هي إلا إياه ، فلا ينكر على العارف ما يهيم فيه من العالم ، وما يتوهمه من المعالم ، ولو لا أن هذا الأمر كما ذكرناه ، ما أحب نبي ولا رسول أهلا ولا ولدا ، ولا آثر على أحد أحدا ، وذلك لتفاضل الآيات ، وتقلب العالم هو عين الآيات ، وليست غير شؤون الحق التي هو فيها ، وقد رفع بعضها فوق بعض درجات ، لأنه بتلك الصورة ظهر في أسمائه ، فعلمنا تفاضل بعضها على بعض بالعموم والخصوص ، فهو الغني عن العالمين ، وهو القائل (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) فأين الخالق من الغني؟