وفيه مقدّمة وبابان.
المقدّمة
في الإشارة إلى أصناف صفاته وتعديدها على الإجمال
اعلم (١)! أنّ صفاته ـ تعالى ـ ينقسم أوّلا إلى قسمين : الثبوتية ؛ والسلبية.
والثبوتية : هى الّتي مفهوماتها ثبوتية محضة لا طريق للسلب إليها بوجه ـ كالعلم والقدرة وامثالهما ـ ؛
والسلبية : هى التى مفهوماتها / ٣١DB / محض السلب والنفي ـ كعدم كونه جسما وصورة وجوهرا وعرضا ـ.
والقسم الأوّل صنفان :
الأوّل : الصفات الحقيقية ؛ وهى الصفات الّتي لها مفهومات حقيقته مستقلّة ليست مجرّد الاضافة إلى الغير وإن كان بعضها قد يعرضها اضافة ما ، فبعض أفراد هذا الصنف ممّا لا يعرضه الاضافة اصلا ـ كالحياة ـ ، وبعضها قد يعرض له اضافة ما ـ كالعلم والقدرة والبصر ، لأنّ أصل مفهوم البصر هو صحّة الرؤية والتمكّن منها وإن
__________________
(١) راجع : الشرح الجديد ، ص ٣١٠.