فريضتها من جنسها ، فإنّه لا مجال هنا لاعتبار الظرفيّة.
وأجيب : بأنّ استعمال كلمة «في» في الظرفيّة حقيقة ، وفي السببيّة أقلّ قليل ، بل قيل : إنّه مقصور على السمع ، فلا يحمل عليه اللفظ لدى إمكان حمله على حقيقته.
وأمّا قوله ـ عليهالسلام ـ : «في خمس من الإبل شاة» فيحمل على إرادة جزء مشاع من المجموع مساو لقيمة شاة ، بل هذا هو المراد بقوله ـ عليهالسلام ـ : «في أربعين شاة شاة» إذ لو أريد منها واحدة من الأربعين لا على التعيين ، فليست الواحدة حالة في أربعين ، بل هي بعض منها ، فتكون كلمة «في» مستعملة بمعنى «من» وهو خلاف ظاهر اللفظ.
اللهمّ إلّا أن يحمل على إرادة فرد من مفهوم الشاة المتحقّقة في ضمن هذه الشياه ، أي الكلّي الخارجي ، كصاع من صبرة على سبيل الإبهام والإجمال ، فتكون كلمة «في» حينئذ مستعملة في حقيقتها.
وكيف كان ، فيرد على أصل الاستدلال أنّ قوله ـ عليهالسلام ـ : «فيما سقته السماء العشر» ونظائره ممّا تقدمت الإشارة إليه ، ليس في شيء منها إشعار ـ فضلا عن الدلالة ـ بملكية شيء للفقير بالفعل حتى يكون مقتضاها الشركة ، بل هي بأسرها مسوقة لبيان الصدقة التي فرضها الله تعالى على العباد في الأجناس التسعة الزكويّة ، فهذه الأخبار بأسرها بمنزلة الشرح لذلك.
فقوله ـ عليهالسلام ـ : «في خمس من الإبل شاة» إلى آخره ، معناه : أنّ الصدقة التي وضعت على الإبل هي بهذا التفصيل ، أنها : في خمس منها شاة ، وفي عشر شاتان ، وفي الغنم كذا ، أو في الذهب كذا ، وهكذا إلى آخر ما في الأجناس التسعة ، فلا يستفاد من ذلك إلّا شرح ما استفيد من آية الصدقة والروايات الواردة في تفسيرها ، الدالة على وجوب الزكاة