السبب الذي دعاه إلى تصنيفه فقال : « أمّا بعد حمد واجب الوجود ـ إلى ـ فإنّي مجيب إلى ما سئلت من تحرير مسائل الكلام وترتيبها على أبلغ نظام ، مشيرا إلى غرر فرائد الاعتقاد ونكت مسائل الاجتهاد ، ممّا قادني الدليل إليه وقوي اعتقادي عليه ، وسمّيته تجريد العقائد ».
وهذا الكتاب ممّا تناقلته الأيدي واعتنى به رجالات الفكر الكلامي وناقشوا فيه بين قبول وردّ ، ولا زال يعتبر من أمّهات الكتب الكلاميّة رغم وجازته.
ولتجريد العقائد شروح كثيرة وحواش على تلك الشروح :
فأوّل شروحه هو « كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد » الذي هو شرح لتلميذه العلاّمة الحلّي ، ويعتبر من أكمل الشروح وأوفاها.
والشرح الثاني الموسوم بـ « تشييد القواعد » لشمس الدين محمود بن عبد الرحمن بن أحمد الأصفهاني المتوفّى سنة ستّ وأربعين وسبعمائة ، ويعرف بـ « الشرح القديم ». وعليه حاشية للسيّد الشريف الجرجاني المتوفّى سنة ستّ عشرة وثمانمائة ، واشتهر هذا الكتاب بين علماء الروم بـ « حاشية التجريد » والتزموا تدريسه.
وقد كثرت الحواشي على « حاشية الجرجاني » فمن تلك الحواشي حاشية محيي الدين محمّد بن حسن السامسوني المتوفّى سنة ٩١٩ ، وحاشية شجاع الدين إلياس الرومي المتوفّى سنة ٩٢٩ ، وحاشية سنان الدين يوسف المعروف بـ « عجم سنان » المتوفّى مفتيا في « أماسيا ». إلى عشرات الحواشي الأخر.
والشرح الثالث هو للمولى علاء الدين عليّ بن محمّد المشهور بـ « القوشجي » المتوفّى سنة ٦٧٩ ، وهو شرح مزجيّ لخّص فيه فوائد القدماء على أحسن وجه ، وأضاف إليها ما توصّل إليه هو ، كتبه بكرمان وأهداه إلى السلطان أبي سعيد خان.
وقد اشتهر هذا الشرح بـ « الشرح الجديد » وفي هذا الشرح امتدح القوشجي في مقدّمته ـ بعد مدح المصنّف الطوسي ـ كتاب « تجريد الاعتقاد » بقوله : « تصنيف مخزون بالعجائب ، وتأليف مشحون بالغرائب ، فهو وإن كان صغير الحجم ، وجيز النظم ، فهو كثير العلم ، جليل الشأن حسن النظام ، مقبول الأئمّة العظام ، لم يظفر بمثله علماء الأعصار ، مشتمل على إشارات إلى مطالب هي الأمّهات ، مملوء بجواهر كلّها كالفصوص ، متضمّن لبيانات معجزة في عبارات موجزة.