بمعنى منشأ الأثر ، فهو حقّ.
ولكنّ النزاع لفظيّ ؛ فإنّ القائل بأصالة الماهيّة يقول بأصالة الماهيّة بالمعنى الثاني لا الأوّل وعرضيّة الوجود ، لا عدم كونه ذا مصداق حقيقيّ خارجي ، والقائل بأصالة الوجود يقول بكونه ذا مصداق حقيقيّ لا عدم كونه عرضا في الممكن مع اعتباريّة الماهيّة بالمعنى الأوّل لا الثاني ، فما يثبته أحد الفريقين لا ينفيه الآخر ، وما ينفيه الآخر لا يثبته الأوّل ، فمتعلّق النفي والإثبات مختلف ، وليس النزاع إلاّ بحسب اللفظ.
وقد نظم الأسترآبادي حول هذا المبحث شعرا فقال :
ينقسم الوجود بالوجدان |
|
للخارجي والكون في الأذهان |
إذ الحقيقة قطعا صادقه |
|
والذهن فيه صورة مفارقه |
هذه بعض الآراء التي اعتمدها الأسترآبادي رحمهالله في كتابه ، على أنّنا لم نستقرئ كلّ آرائه ، إذ ليس المقصود ـ هنا ـ دراسة أفكار الأسترآبادي ومناقشتها ، بل نحن بصدد كتابة مقدّمة موجزة لهذا الكتاب ، مع التطرّق فيها لبعض آراء الشارح.
ولنترك للقارىء الكريم استقصاء الآراء ومحاكمتها ، ومن الله التوفيق.
محمّد حسين مولوى