٤٤١١ ـ بدت مثل قرن الشّمس في رونق الضّحى |
|
وصورتها أم أنت في العين أملح (١) |
أي بل أنت.
الثالث : أنها منقطعة لفظا متصلة معنى (٢). قال أبو البقاء : «أم هنا منقطعة في اللفظ لوقوع الجملة بعدها في اللفظ ، وهي في المعنى متصلة معادلة ؛ إذ المعنى أنا خير منه أم لا؟ وأينا خير (٣)؟» وهذه عبارة غريبة أن تكون منقطعة لفظا متصلة معنى وذلك أنهما معنيان مختلفان ، فإنّ الانقطاع يقتضي إضرابا إما إبطالا ، وإما انتقالا (٤).
الرابع : أنها متصلة ، والمعادل محذوف ، تقديره : أم تبصرون؟ وهذا لا يجوز إلا إذا كانت «لا» بعد «أم» ، نحو : أتقوم أم لا؟ أي أم لا تقوم ، وأزيد عندك أم لا؟ أي أم لا هو عندك أما حذفه دون معادل فلا يجوز. وقد جاء حذف «أم» مع المعادل ، وهو قليل جدا ، قال الشاعر (٥) :
٤٤١٢ ـ دعاني إليها القلب إنّي لأمرها |
|
سميع فما أدري أرشد طلابها (٦)؟ |
أي أم غيّ؟
ونقل أبو حيان عن سيبويه أن هذه هي أم المعادلة ، أي أم تبصرون الأمر الذي هو حقيق أن يبصر عنده وهو أنه خير من موسى (٧).
قال : وهذا القول بدأ به الزمخشري فقال : أم هذه متصلة ؛ لأن المعنى أفلا تبصرون أم تبصرون؟ إلا أنه وضع قوله : «أنا خير» موضع «تبصرون» لأنهم إذا قالوا : أنت خير
__________________
(١) لم ينسب في البحر ولا في الدر ، ونسب في الخصائص والمحتسب لابن جني إلى ذي الرمة وهو من الطويل وهو في ملحقات ديوانه ٦٤٤ بلفظ «أو» بدل «لا» وعليه فلا شاهد ، وقرن الشمس أعلاها وأولها عند طلوعها ، ورونق الضحى أوله والشاهد : أن أم. على تلك الرواية ـ بمعنى بل فقط وهي رواية أبي حيان في البحر المحيط والسمين في الدر المصون ومشى المؤلف وراءهما. انظر البحر ٨ / ٢٢ والدر ٤ / ٧٩١ على أن الرواية المشهورة «أو» وعليه ـ كما قلت ـ فلا شاهد. انظر الخصائص ٢ / ٤٥٨ ومعاني الفراء ١ / ٧٢ ، والمحتسب ١ / ٩٩ والإنصاف ٤٧٨ وفتح القدير ٤ / ٥٥٩ ، والسراج المنير ٣ / ٥٦٧.
(٢) وهو رأي أبي البقاء انظر التبيان ١١٤٠.
(٣) المرجع السابق.
(٤) قاله السمين في الدر المصون ٤ / ٧٩٢.
(٥) انظر السابق وأيضا البحر المحيط ٨ / ٢٣.
(٦) من الطويل لأبي ذؤيب. وهو من الأبيات المشهورة ، ويروى : فلا أدري بدل فما أدري ولا اختلاف في المعنى. انظر ديوان الهذليين ١ / ٧١. والشاهد : حذف أم مع معادلها أو معطوفها وذلك لدلالة المقام عليه ولأنها متصلة. وانظر البحر المحيط ٨ / ٢٣ والدر المصون ٤ / ٧٩٢ ، ومغني اللبيب ١٣ و ٢٣ و ٦٢٨ والأشموني ٣ / ١٦ والهمع ٢ / ١٣٢. في الديوان «عصاني» بدل «دعاني» وهو بعيد عن الشاهد. وانظر البيت أيضا في تأويل مشكل القرآن ١٦٦.
(٧) انظر البحر ٨ / ٢٣.