على إضمار القول.
الثاني : أنها الناصبة للمضارع ، والجملة النهيية بعدها صلتها وصلت بالنهي كما توصل بالأمر في كتبت إليه بأن قم (١).
وقد مر في وصلها بالأمر إشكال يأتي مثله في النهي.
الثالث : أن تكون مفسرة لمجيئهم (٢) ؛ لأنه يتضمن قولا ، و «لا» في هذه الأوجه كلها ناهية ، ويجوز أن تكون نافية على الوجه الثاني ، ويكون الفعل منصوبا بأن بعد لا النافية ، فإن لا النافية لا تمنع العامل أن يعمل فيما بعدها ، نحو : جئت بلا زيد ، ولم يذكر الحوفي غيره (٣).
قوله : (لَوْ شاءَ) قدر الزمخشري مفعول شاء لو شاء إرسال الرسل لأنزل ملائكة (٤). قال أبو حيان تتبعت القرآن وكلام العرب ، فلم أجد حذف مفعول شاء الواقع بعد لو إلا من جنس جوابها ، نحو (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدى) [الأنعام : ٣٥] أي لو شاء (الله) جمعهم على الهدى لجمعهم عليه. (و (٥)) (لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً) [الواقعة : ٦٥] و (لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً) [الواقعة : ٧٠] و (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ) [يونس : ٩٩] و (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلُوهُ) [الأنعام : ١١٢] و (لَوْ شاءَ اللهُ ما عَبَدْنا مِنْ دُونِهِ) [النحل : ٣٥] ، وقال الشاعر (ـ رحمهالله عليه (٦) ـ) :
٤٣٥٨ ـ فلو شاء ربي كنت قيس بن خالد |
|
ولو شاء ربي كنت عمرو بن مرثد (٧) |
وقال الآخر :
٤٣٥٩ ـ واللذ لو شاء لكنت صخرا |
|
أو جبلا أشم مشمخرا (٨) |
__________________
(١) هو أحد أقوال أبي حيان فيه انظر البحر ٧ / ٤٨٩ وعلى هذا فهي مؤلة مع ما بعدها بمصدر مجرور بحرف جر محذوف والتقدير : بعدم عبادتهم.
(٢) الكشاف ٣ / ٤٤٨ والبحر المحيط ٧ / ٤٨٩.
(٣) المرجع الأخير السابق.
(٤) الكشاف المرجع السابق.
(٥) زيادة للسياق.
(٦) زيادة من أ.
(٧) من الطويل لطرفة بن العبد ويروى صدره :
أرى كل ذي جد ينوء بجده |
|
............ |
والشاهد : أن مفعول شاء الواقع بعد لو مقدر من جنس جوابها كما قرر بذلك أبو حيان والتقدير :
فلو شاء ربي كوني ........... كنت
وانظر ديوان طرفة ٣٦ والسبع الطوال ٢٠٩ و ٢١٠ ، والبحر المحيط ٧ / ٤٩٠ ، والدر المصون ٤ / ٧٢٥.
(٨) من الرجز وهو مجهول ويروى :
والذ لو شاء لكانت برا
وكانت أي الدنيا ، والبر مقابل البحر ، والأشم المرتفع ، والمشئمخر : العالي المتطاول. وشاهده : أن ـ