«ليأخذوه» عبارة عن المسبّب بالسّبب وذلك أن القتل مسبب عن الأخذ ومنه قيل للأسير : أخيذ (١) قال :
٤٣٢٠ ـ فإمّا تأخذوني تقتلوني |
|
فكم من واحد يهوى خلودي (٢) |
(وَجادَلُوا بِالْباطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ) ليبطلوا به الحق الذي جاءت به الرسل ، (فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ عِقابِ) اجتزاء بالكسرة عن ياء المتكلم وصلا ووقفا (٣) ؛ لأنها رأس فاصلة ، والمعنى فأنزلت بهم من الهلاك ما هموا بإنزاله بالرسل ، وأرادوا أن يأخذوهم فأخذتهم أنا فكيف كان عقابي إيّاهم؟ أليس كان مستأصلا؟ فأنا أفعل بقومك ما فعلت بهؤلاء إن أصروا على الكفر والجدال في آيات الله (٤).
قوله (تعالى) (٥)(وَكَذلِكَ حَقَّتْ) يحتمل الكاف أن تكون مرفوعة المحل على خبر مبتدأ مضمر ، أي والأمر كذلك (٦) : ثم أخبر بأنه حقت كلمة الله عليهم بالعذاب ، وأن يكون نعتا لمصدر محذوف أي مثل ذلك الوجوب من عقابهم وجب على الكفرة (٧) ، والمعنى كما حقت كلمة العذاب على الأمم المكذبة حقت أيضا على الذين كفروا من قومك.
قوله (أَنَّهُمْ أَصْحابُ النَّارِ) يجوز أن يكون على حذف حرف الجرّ أي (٨) لأنّهم (فحذف (٩)) فيجري في محلها القولان (قال الأخفش (١٠) لأنّهم أو بأنّهم أصحاب النار) ، ويجوز أن يكون في محل رفع بدلا من «كلمة (١١)». وقد تقدم خلافهم في إفراد «كلمة» وجمعها ، وأن نافعا وابن عامر قرأ «كلمات» على الجمع والباقون بالإفراد (١٢).
قوله تعالى : (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ
__________________
(١) اللسان أخذ ٣٦ ، ومعالم التنزيل ٦ / ٨٨ ، والكشاف ٣ / ٤١٥.
(٢) من الوافر ويروى : فكم من آخذ. والاستشهاد في قوله «تأخذوني» فإن الأخذ بمعنى الأسر والدليل تقتلوني ، وانظر البحر ٧ / ٤٤٩ ، والقرطبي ١٥ / ٢٩٣ ، برواية : فكم من آخذ ، وانظر الدر ٤ / ٦٧٦.
(٣) وقد قرأ بإثبات الياء في الوصل والوقف يعقوب انظر إتحاف فضلاء البشر ٣٧٧ والدر المصون ٤ / ٦٧٧.
(٤) وانظر الكشاف ٣ / ٤١٥.
(٥) زيادة من أ.
(٦) قاله السمين في الدر ٤ / ٦٦٧.
(٧) قاله أبو حيان في تفسيره ٧ / ٤٥٠ فضلا عن المرجع السابق.
(٨) أحد قولي الزمخشري في الكشاف ٣ / ٤١٥ وانظر المرجعين السابقين أيضا.
(٩) سقط من ب.
(١٠) ما بين القوسين كله زيادة من أ عن ب وانظر معاني القرآن للأخفش ٦٧٥.
(١١) الكشاف والدر المراجع السابقة.
(١٢) قرأ أيضا بالجمعية ابن هرمز وشيبة وابن القعقاع وقرأ بالإفراد باقي السبعة وقتادة وأبو رجاء وانظر البحر ٧ / ٤٥٠ ، والإتحاف ٣٧٧ والسبعة ٥٦٧ والكشاف ٣ / ٤١٥ والدر المصون ٤ / ٦٧٧.