وثالثها : «أن يجعل لبيوتهم أبوابا وسررا أيضا من فضة عليها يتّكؤن» (١).
قوله : «لبيوتهم» بدل اشتمال (٢) ، بإعادة العامل (٣) ، واللامان للاختصاص (٤).
وقال ابن عطية : الأولى للملك (٥) ، والثانية للاختصاص (٦). ورده أبو حيان : بأن الثاني بدل فيشترط أن يكون (الحرف) (٧) متحد المعنى لا مختلفه (٨). وقال الزمخشري : ويجوز أن يكونا بمنزلة اللامين في قولك : وهبت له ثوبا لقميصه (٩). قال أبو حيان : ولا أدري ما أراد بقوله (١٠). قال شهاب الدين : أراد بذلك أن اللامين للعلة ، أي كانت الهبة لأجلك لأجل قميصك ، فلقميصك بدل اشتمال ، بإعادة العامل بعينه وقد نقل أن قوله : (وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ) [الأنعام : ٨٤] و [الأنبياء : ٧٢] و [العنكبوت : ٢٧] أنها (١١) للعلة.
قوله : «سقفا» قرأ ابن كثير ، وأبو عمرو بفتح السين ، وسكون القاف بالإفراد ، على إرادة الجنس والباقون بضمتين على الجمع (كرهن) (١٢) في جمع رهن (١٣). وفي رهن تأويل لا يمكن هنا ، وهو أن يكون جمع رهان جمع رهن ، لأنه لم يسمع سقاف جمع سقف (١٤). وعن الفراء أنه جمع سقيفة (١٥) فيكون كصحيفة ، وصحف. وقرئ : سقفا ـ بفتحتين ـ لغة في سقف(١٦) ، وسقوفا (١٧) بزنة فلس وفلوسا. وأبو رجاء بضمة وسكون (١٨).
__________________
(١) الرازي ٢٧ / ٢١١.
(٢) ذكره في الكشاف ٢ / ٤٨٧.
(٣) قاله ابن الأنباري في البيان ٢ / ٣٥٣.
(٤) ذكره أبو حيان ٨ / ١٥.
(٥) مثل : «لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ» * ومعنى لام الاختصاص الداخلة بين اسمين يدل كل منهما على الذات والداخلة عليه لا يملك الآخر وسواء أكان يملك غيره أم كان ممن لا يملك أصلا نحو الجنّة للمؤمنين وهذا الحصير للمسجد. «بتصرف من المغني ١٠٨».
(٦) وانظر البحر المحيط ٨ / ١٤ بالمعنى.
(٧) سقط من ب.
(٨) المرجع السابق فقد جعل كلّا من اللامين للاختصاص. ولا يصح ما قاله ؛ لأن لبيوتهم بدل اشتمال أعيد معه العامل ، فلا يمكن من حيث هو بدل أن تكون اللام الثانية إلا بمعنى اللام الأولى أما أن يختلف المدلول فلا واللام في كليهما للاختصاص.
(٩) الكشاف ٣ / ٤٨٧.
(١٠) البحر المرجع السابق.
(١١) الدر المصون ٤ / ٧٨١.
(١٢) سقط من أالأصل.
(١٣) من القراءات المتواترة انظر السبعة ٥٨٥ ، والإتحاف ٣٨٥.
(١٤) قاله في الدر المصون المرجع السابق.
(١٥) معاني الفراء ٢ / ٣٢.
(١٦) لم ينسبها أبو حيان ولا الزمخشري في كل من البحر ٨ / ١٥ والكشاف ٣ / ٤٨٧.
(١٧) قال الزمخشري في الكشاف : «وعن الفراء جمع سقيفة وسقفا بفتحتين كأنه لغة في سقف وسقوف».
وقال الفراء ٣ / ٣٢ في معاني القرآن : قرأها عاصم والأعمش والحسن : «سقفا» وإن شئت جعلت واحدها سقيفة وإن شئت جعلته سقفا. فتكون جمع الجمع كما قال الشاعر :
حتّى إذا بلّت حلاقيم الحلق |
|
أهوى لأدنى فقره على شفق |
ومعنى كلام الفراء أنها ليست قراءة حينئذ. وقد ذكر هذه القراءة أبو حيان في البحر ٨ / ١٥ والسمين في الدر ٤ / ٧٨١ بدون نسبة ، ونسبها صاحب شواذ القرآن إلى عيسى بن عمر انظر ٢١٨.
(١٨) الزمخشري وأبو حيان في تفسيريهما السابقين.